أخبار عالمية
أخر الأخبار

سر غامض و الموت المؤقت يصيب قرية كاليتشي بكازاخستان

 

“النوم سلطان” هكذا عبر أجدادنا عن مدي قدسية النوم وهيبته ، ودائماً تسمع جدتك مرددة يا عزيزي لا توقظ أحد نائم ابداً مهما كان الأمر ، ولكن تخيل نفسك واقفاً وسط جمعا من الناس، تتحدث فى أمر ما، وأذ فجأة ترى أحدهم يسقط فى ثبات تام وتفشل معه محاولات الإيقاظ ! ، مرعب حقاً

هذا عزيزي القارئ ما يحدث بقرية كاليتشي ، بالضبط ما حدث مع “ليبوف لايبوكا” عام 2010، بتلك البلدة” التي تبعد 276 ميلاً عن العاصمة الكازاخستانية “أستانا”، وتعتبر هذه أولى حالات النوم المسجلة الى أصابت احدهم

وبعد ذلك ترصد الإحصائيات في ربيع عام 2013، 8 أشخاص مختلفين من قرية “كالاتشي” تصيبهم مفس اللعنة التي يبلغ عدد سكانها 640 شخصا خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة، وعندما استيقظوا بعد أيام لم يتذكروا شيئا بالمرة، وذلك وفقا لموقع “مينتال فلس” (Mentalfloss )

بدأ السكان ينامون واحدا تلو الآخر، بغض النظر عن موقعهم أو ما يفعلون، ثم يسقطون فجأة في سبات تام.في لغز حير العلماء والأطباء كذلك فلا يوجد أي تفسير مُقنع لهذه الظاهرة المرعبة !

 

“فيكتور كازاتشينكو”
إحدي مواطني قرية كاليتشي والذي يسرد قائلاً
” كنت اقود سيارتي للخروج من القرية متجها إلى أقرب بلدة في بعض المهمات، لكني لم أصل إليها أبدا.
بعد 4 أيام استيقظت لأجد نفسي في المستشفى ”

كان قد سقط في نوبة من النوم المفاجئ أثناء قيادته السيارة، ومع ذلك لم يتفاجأ، فلم تكن المرة الأولى بالنسبة له.

“كازاتشينكو”
ذكر المواطن كازاتشينكو لـ “الغارديان” (The Guardian) ضاحكا أن غفوته تلك حدثت من قبل ونام حينها لمدة 3 أيام متواصلة.

ومثل الـ 152 حالة التي أصيبت بالمرض الغامض؛ عانى “كازاتشينكو” من أعراض منهكة كالدوخة والغثيان والصداع الشديد وفقدان الذاكرة وضغط الدم المرتفع الذي لازمه لمدة 6 أسابيع بعد الحادث.
التفسير الشعبي للظاهرة على مدى عامين، احتار العلماء والأطباء والمسؤولون في تفسير ما يحدث، وقد اختبروا المستويات المتزايدة من الإشعاع وأول أكسيد الكربون والرادون وتراكم أملاح المعادن الثقيلة التي يمكن أن تكون سامة.

وأجروا أكثر من 20 ألف اختبار معملي وسريري، في الهواء والتربة والماء والغذاء والحيوانات ومواد البناء وعلى السكان أنفسهم، واعتقدوا أنهم أصيبوا بذهان جماعي.

وفي ظل عدم وجود حقائق علمية مؤكدة؛ تكهن العديد من السكان بأن مصدر المشكلة، هو منجم اليورانيوم المهجور من الحقبة السوفياتية والموجود على أعتاب القرية.

وكان منجم “كراسنوجورسكي” -الملحق بقرية “كالاتشي”- في يوم من الأيام موطنا لعمال المناجم الذين تم إرسالهم من روسيا وعبر الاتحاد السوفياتي لاستخراج اليورانيوم المستخدم في تشغيل الأسلحة النووية السوفياتية ومحطات الطاقة، لكنه أصبح منطقة مهجورة بعد إغلاقه في التسعينيات

محاولات باءت بالفشل لتفسير الظاهرة من قبل الأطباء

رجح الأطباء بأن قرية “كاليتشى” أو المعروفة بـ”القرية النائمة” مصابة بوباء النوم الغامض “Sleepy Hollow” ويرجع للتراكم المفرط للسوائل في الدماغ، لكن يرفض البروفيسور” Jim Horne” خبير النوم في مركز أبحاث النوم جامعة لوفبرا البريطانية، تشخيص تلك الحالة بمتلازمة التعب المزمن، وقال إن هذا غير مرجح على الإطلاق.
كما استبعد الطبيب “إيغور كوروفين” إصابة السكان بالفيروسات والالتهابات البكتيرية مثل التهاب السحايا، ولم يتمكن العلماء من العثور على أي مواد كيميائية في التربة أو الماء قد تسبب مرض النوم.
واعتقدت وزارة الصحة في كازاخستان في بادئ الأمر، أن السبب قد يكون الأبخرة التي يتعرض لها السكان في موسم التدفئة، فتصبح المنازل سيئة التهوية، لكن مع تغيّر الفصول، واستمرار الوضع على ما هو عليه، استبعد هذا الاحتمال.
ومع استمرار محاولات الخبراء لمعرفة السبب وراء إصابة سكان القرية بداء النوم، صرح أحد علماء النفس لصحيفة ” كمسومولسكايا برافدا الروسية” عام 2014 أن القرية على الأرجح تعاني من حالة ذهان جماعي، حقاً مرعب

السر العلمي وراء تلك الظاهرة الملعونة

بعد تلك المحاولات الفاشلة والتكهنات قررت الحكومة الكازاخية حسم الأمر وبعد ح أكثر من 700 يوم من البحث والتحقيق لمعرفة ما يحدث في قرية النائمين، خرجت الحكومة الكازاخية وأعلنت حل اللغز.
فقد خلص الباحثون وفقا لـ”الغارديان” (The guardian) -بعد تحليل نتائج الفحوصات الطبية لجميع السكان- إلى أن سبب النوم المفاجئ هو ارتفاع مستويات أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات في الهواء.

وأوضحت الحكومة أنه رغم إغلاق مناجم اليورانيوم؛ ما زال مستوى أول أكسيد الكربون مرتفعا في هواء القرية مع قلة نسبة الأكسجين، وهذا هو السبب الحقيقي لمرض النوم المفاجئ في تلك القرية، كما تنبّأ سكانها بالفعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى