مقالات وآراء
الأسلحة البيضاء ملاك من نار…وملاك من سكاكين

سميت بهذا الاسم بسبب لون نصالها، وتشير إلى الأسلحة غير النارية (السكاكين ومشتقاتها وما يشابها)التي تستخدم في الدفاع والهجوم والطعن وأحيانا القتل، هذا هو معناها الاصطلاح، لكن أرى خلف هذا الاسم بئراً أكثر عمقًا، يدل علي التضاد الذي يحمله المسمى، بين الاستخدام الشائع لها وعمليات إيذاء البشر، مع أن الاسم يطلق علي الخناجر أيضاً، ربما لأنها تسرق الروح بطيئًا، تتمهل على اللحظات الأخيرة، فتكون كريمة حيث يسترجع الضاحية ما يكفي من ماضيه، قبل وفاته، ربما لأنها لها هيبة الموت بشكل مختلف.
في لندن تحديداً في ليفربول، من أمام كاتدرائية الإنجليكان، يقبع تمثال مهيب من عالم موازي لعالم الأبرياء عالم يشبه عالم الجنة لكن بعد الطرد ووقوع أول الجرائم، تمثال على هيئة ملاك مصنوع من أكثر١٠٠ألف شفرة حادة، تم استخدامها في عمليات الطعن والنحر(سلمت وقامت السلطات بإعطائها للمصمم ألفي برادلي)، بها رائحة الدماء، وربما رائحة الروح أيضاً، لكن من المؤكد أنها كانت سفيرة للموت؛ ستجده بطول ٢٧ قدم، ما يقارب ٨أمتار، وقال برادلي لإحدى الصحف إنه كان معه أنواع كثيرة منها السواطير، ولكن المحزن هي السكاكين العادية المستخدمة في المطبخ، هنا سنتوقف لنتأمل كيف لسكين تستخدم لمنح الحياة(إعداد الطعام) لتتحول إلى سالبة الحياة وسفيرة الموت، كيف لليد التي تزرع أن تقلع، هذا العمل الفني الذي أستوحها مصممه من عمليات العنف، ربما يؤكد نظرية الشر طبيعة في الإنسان.
قطار الحياة مخادع، فلا تستطيع أن تميز في أي اتجاه يسير، هل اللي السلام والخير ذاهب، أم منها أنطلق وإلى الجرائم والفساد متجه، هناك الضئيل من الكلمات والكثير من المشاعر ستجدها في في ساحة هذا الملاك، من الممكن أنها بمثابة ملك السيئات، الذي يحسب الخطايا، كما في الرواية الإسلامية، ربما يكون الخير المتكون من بقايا خطايا الماضي، أظن أنه هو الإنسان ذاته، ذاك القاتل قابيل الذي يمثلنا جميعاً دون الحرج، الإنسان المتكون من جروح وطعنات وجهاها إلي غيره بل الموجهة إلى أخيه، كلنا قابيل الماضي وملاك هذا العصر، التمثل يدل أن بداخل القاتل (المادي والمعنوي)، هناك أسلحة حادة تجرح كل من يحاول اقتحام سجنه الخاص- قلبه – فكر ماذا سيحل بشخص فكر في احتضان التمثال سيكون، سيكون كما الحيوان الذي يحتضن القنفذ، لتحضن الملاك ولا تسيل دماءك، يجب انتظار برود الشفرات، وتحولها من حادة إلى اللين والتف، هكذا أيضا عندما نعامل الأشخاص الحدين يجب انتظار تلف أسلحتهم.