أخبار عالمية

” آثارنا مكب للنفايات” – حوار الساعة

 

 مريم المسلماني

 

 المدرسة العمرية الكبرى في الصالحية أسسها الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 607هـ الذي ولد عام 528 هجرية في قرية (جمّاعيل) بنابلس في فلسطين. وكانت تعد أُمَّ النهضة العلمية الرائعة التي قامت في سفح جبل قاسيون شمال غرب دمشق في المنطقة التي عرفت فيما بعد بالصالحية نسبة لصلاح الدين منشئها على أرجح الأقوال، تقع المدرسة العمرية القديمة في حي الشيخ محيي الدين، وكانت أكبر مدرسة في دمشق في حينه، ونموذج للمدرسة الجامعة،  ويمكن من خلالها تصور الحياة العلمية والثقافية في دمشق قبل ثمانية قرون مضت ، تميزت المدرسة العمرية في حينه بتطور بارز تخرّج الفقهاء والقرّاء والمحدثين،  وضمّت غرفها ما يقارب ثلاثمئة وستين ألف طالب في وقت واحد.

 وكانت أشبه بجامعة تضم عدة كليات لمختلف الطلاب والفئات وكل المستويات، وكان طلابها يأكلون وينامون فيها، يوزع عليهم كل يوم ألف رغيف ويُطبخ للجميع، وتقدم لهم الفاكهة والحلوى،  ومعهم جيش من الموظفين لهم رواتب وسجلات، وللطلاب سجلات وتفقد، وكان لمسؤوليها مدير جامع يدير شؤونهم جميع.

كان للعمرية سمعة عالية عند الحكام حتى إنه إذا دخل إليها غريم لا يحق للحكام تعقبه، وإن جاء في نهرها ميت يُدفن دون مراجعته، فكيف لمدرسة بهذه العظمة والتاريخ المشرف أن تصبح اليوم مكب للنفايات وتهمل بشكل غير مسبوق ، علما أن هذا الإهمال لهذه المدرسة ليس الأول فقد بقيت مهملة لفترة طويلة وعندما تم الإهتمام بها توقف الترميم بحجة غير مؤكدة بأن أهالي الحي يقومون بسرقة مواد الترميم والبناء فكيف ترمم آثار ولا يوضع حارس ليلي لحماية هكذا بناء أم أنها حجة واهية لإهمال هكذا مكان له قدر كبير من الأهمية العلمية والتاريخية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى