ادب وشعرعاجل
أخر الأخبار

أقوى من كل الروابط

 

هل تخيلت نفسك مرة قادرا علي اختراق افكار الآخرين ؟ هذا ما كان يتمتع به محسن.. اذ انه كان يتمتع بقدرة فائقة على معرفة افكار غيره حين ينظر إليهم يخرج شعاعا من عينيه يخترق ما فى عقولهم وبالتالى يعلم ما اذا كانوا يحبون له الخير أم يتآمرون عليه ، وبغضل هذه القدرة سلم من اعتداء النفوس المريضة التى تنبت بالكره.. فيقترب إلى الأخيار ويحذر من الأشرار الذين يغبطونه على النعم التى انعم بها.

قلبه الطيب الكبير.. جعله يحب كل الناس.. فيعطف على الغقير ويقف إلى جانب الضعيف يرى أن الناس جميعا أخوة فى الإنسانية لذا اتسع قلبه لحبهم.. الأشرار قبل الأخيار.

لقد تعامل مع صديقه رمزى بكل ود.. اغدق عليه بالمال رغم أن حدسه يخبره بما يكن له من غيرة اعتقد ان عطاءه قادر على خلع رداء الحسد الذى يرتديه.. اعتبر شره معركة لابد أن ينتصر فيها الخير.

البعض كان يلقبونه بالملاك أو رجل المدينة الفاضلة لكن لكل انسان فلسفته في الحياة.

 

طلب منه المقابلة لأمر هام . استشعر برغبته في الانتقام التى طالما انتظرها .. حدد رمزى المكان : شاطئ البحر… الزمان: عند حلول الليل.. أبلغ الشرطة.

عندما ذهب لمقابلته رأى شعاعا من الشر ينبعث من عينيه.. نزل على قلبه كسيف شقه إلى نصفين.

– لماذا تتهرب منى وكنت فى حاجة للمال ؟

– كنت مشغولا مع خالى الذى عاد من الخارج في رحلة قصيرة.

– لم تتأخر عنى ابدا.. فما سبب تغيرك ؟

– لم أرفض لك طلبا منذ تعارفنا.. فانت أخ لى خصوصا اننى بلا اخوة.

وقف خلفه ثم قال فى غضب:

– على اية حال هذه هى المرة الاخيرة التى ترانى فيها.

هم بدفعه إلى البحر.. جرى بعيدا.. جاءت الشرطة.. تم القبض عليه.

– لحظة يا حضرة الضابط.. هل تسمح لى ببعض الدقائق معه ؟

– بكل سرور .

قال فى الم يشوبه حزن:

– لماذا يا أخى الصديق ؟ لماذا يا صديقى الأخ ؟

بللت دموع الندم عينيه وقال:

– لأن احقادى كانت اقوى من كل الروابط.

نظر إليه في تعجب قائلا:

– تقولهاصراحة فى وجهى!

– بل أصدقكالقول.. هى التى دفعتنى إلى النيل منك.. كم قاومتها.. كم منعتها.. لم تستجيب.. قلبت كيانى.. ذكرتها بجمائلك علي.. لم تعبأ.. بارزتها.. انتصرت علي.

استطرد في صوت مرتعش يفهم بالكاد :

– أرجوك. فكر فى الأمر.. اصفح عنى.. إن قلبك أكبر من شرورى.

– لأننى كذلك ينبغى أن احمى الآخرين من شرك .

ثم اقترب منه قائلا في اسف:

– لو تدرى كم أتألم من طعنة غدر جاءت من صديق ما فكرت لحظة فى التخلص منى .. لن اسامحك.. فهناك اخطاء لا تغتفر ، العجيب أن غيرك من المذنبين بعد أن يعصفوا بغيرهم.. بعد أن يجعلوهم يخسرون حتى أنفسهم يطلبون منهم ببساطة السماح.. لا تحسب الأمر هين علي ففى الوقت الذى ستعاقب على جريمتك..سيظل عقلى يذكرني بغدرك مدى الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى