منوعات

الأديان نعمة من المولي محورها الإقتناع

 

كتب_وليد أحمد

إذا أردت الوصول إلى الحقيقة الكاملة، فيجب أن تجعل عواطفك تستجيب وفقاً لما يمليه عليه عقلك، كذلك إيمانك الداخلي يصبح أقوى كلما سيطر عليه العقل والمنطق.

 

 

كل الأديان السماوية تدعوا إلى التفكر والتأمل في الكون، كما تأمرك بإتباع جميع الأدلة الكونية التي تثبت بصحة الدين والوصول إلى الخالق، إذاً الأديان تعتمد في حجتها الكاملة على العقل والتدبر، فقال تعالى “إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب” ولم يكتفي بهذا القدر فرفع من درجات الإيمان لدى أصحاب العلم والمفكرين على غيرهم فقال” إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ” هكذا ربط الإسلام بين الإيمان والعقل فجعلهم في كفة واحدة لا يفترقان. 

 

” تعلم دينك، لا ترثه ” 

-علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 

 

الإيمان الكامل هو أن ينبع من ذات الشخص بكامل قناعته العقلية والداخلية، فإذا أردت أن تكون مؤمناً خالصاً عليك بالتحرر من كل القيود التي تحاول أن تقف في وجه أفكارك الإنسانية وكأن مجرد التفكير حرام ودعوة إلى الإلحاد. 

 

هكذا عقبت بعض الوسائل الإعلامية الخاصة بالإخوان، على مداخلة سيادة رئيس الجمهورية بأحد البرامج التلفزيونية قائلاً : “كلنا اتولدنا المسلم وغير المسلم بالبطاقة، ورثها يعني، حد يعرف إن المفروض نعيد صياغة فهمنا للمعتقد اللي مشينا عليه؟ طب كنا صغَيرين مش عارفين، طب كبرنا، طب فكرت ولا خايف تفكر فى المعتقد اللي ماشى عليه صح ولا غلط؟ عندك استعداد تمشي فى مسيرة بحث عن المسار ده حتى توصل إلى الحقيقة؟ كلام كتير يتقال”

 

” قال أولم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي..” 

 

والحقيقة أن ما صدر من سيادته ليس دعوة للإلحاد كما يزعمون، وإنما في حد ذاته فهو يعتبر دعوة للإيمان في حد ذاته 

فأينما وجد العقل وجد الإيمان، وإعادة التفكير في المعتقد يقوى حجته ولا يمحيه، وربما جرأة إستكشاف حقيقة العقيدة الكاملة تقودك إلى الإيمان العميق الخالي من أي شبهات.

 

 

وقال تعالى :”وإذ قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون”. 

 

فإذا أراد الإنسان أن يتحرر من بهيمته، فيجب عليه أن يقتنع بما يراه لذاته دون غيره، وإلا فما الفرق بينه وبين البهيمة التي تساق إلى حتفها الأخير ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى