أخبار مصر

الثانوية العامة ليست نهاية المطاف… تعرف على عباقرة صنعوا المجد كانوا أصحاب مجاميع قليلة

 

كتب/ مريم سعيد

كل عام نرى مآسي إثر نتائج الثانوية العامة؛ إذ أن العديد من الأهالي تقصر تفكير الطلاب على كليات الطب البشري والأسنان والعلاج الطبيعي والبيطري والهندسة والسياسة والاقتصاد والإعلام فالحاسبات والعلوم والتمريض، ولا يرون الإخفاق إلا في غيرها، وبالتّالي أصبح الطلاب لا يرون نجاحًا إلا فيهم بل لا يرون ما دونهم من الأساس، فباتت الثانوية العامة المرحلة العمرية الأكثر توترًا خشيةَ الإخفاق في تحقيق النجاح المعهود، وأصبح بعض الطلاب ممن حققوا المجاميع المطلوبة أو لا ذوي تفكيرٍ محدود ويعيشون أحلامًا وطموحاتًا لا تُناسبهم البتة.

 

الثانوية العامة ليست نهاية المطاف

إن النجاح هو القاسم المشترك بين طلاب العلم كافة، فنحن لسنا مجرد أرقام، فكم من طالب حصل على مجموع كبير ولكن لم يوفق في حياته العملية، وكم من طالب حصل على مجموع كبير ولكنه غير وظيفته لأنه عاش أحلام غيره، وكم من مشاهير ونوابغ حصلوا على مجاميع قليلة ولكنهم نجحوا نجاحًا مُبهرة في حياتهم العملية، وسنستعرض (٥) قصص منهم في هذا التقرير.

 

القصة الأولى:

 

“رِهام الشرقاوي” التي كانت تحلم وأهلها بالالتحاق بكلية الصيدلة، ولكنها حصلت على ٩٧٪ في الثانوية العامة، المجموع الذي حال بينها وبين حلمها، وشاء قدر الله لتُرشح لكلية الألسن بجامعة عين شمس، تلك الرغبة الأخيرة في رغباتها، ولكن الشرقاوي لم تستلم والتحقت بقسم (اللغة الكورية-اللغة المجرية)، وحصلت على منحة في السنة الثانية إلى دولة المجر ومنحة أخرى في السنة الثالثة إلى دولة كوريا فمنحة في دولة المجر للمرة الثانية.

 

الجدير بالذكر أن الشرقاوي عملت كمعلمة لغة كورية لمدة (٨) سنوات كما ترجمت العديد من مسابقات الرقص وورش الغناء وترجمت للعديد من الوزراء في المؤتمرات ومصانع الرخام وفريق تايكوندو وفي غرفة معمل المتحف المصري الجديد، بالإضافة إلى تقلدها منصب مديرة شركة استيراد وتصدير ومديرة لشركة بترول. 

 

 

القصة الثانية:

 

“محمد إبراهيم”، ذلك الشاب الطموح الذي كان يمتهن النقاشة لمُساعدة أُسرته، ويحلم بأن يصل لمرتبة علمية عالية، وشاء قدر الله بأن يُرشح لكلية الحقوق بجامعة طنطا مُغلقًا أبواب الإحباط متفائلًا بالقادم واثقًا في كرم الله، فحصل على لقب أفضل شخصية إيجابية عام (٢٠١٧) بعد أن غير مفاهيمًا سلبيةً لمائة شخص، كما كُرم من ضمن أفضل الشخصيات المؤثرة في الجامعة لعام (٢٠٢٠).

 

الجدير بالذكر أن محمد شارك كعضو فعال في برنامج التّنمية المستدامة ضمن مُؤتمر شباب العالم عام (٢٠١٨)؛ بهدف التّعرف على شباب من دول العالم، وتبادل الخبرات والأفكار الاقتصادية للنهضة باقتصاد الدولة، كما أنه شارك كعضو في فريق مجلس الشّباب العربي عام (٢٠٣٠)، بالإضافة إلى كونه باحثًا في القانون الدولي، وحظت أفكاره بإعجاب بعض الوزراء الذين شاركهم في المبادرات والفاعليات الشبابية للتنمية. 

وجه الشاب العشريني الشكر لوالداه وطالب الشباب بالتّمسك بأحلامهم والاحتماء بالأمل: “إيمانك بحلمك هو مصدر قوتك.”

 

القصة الثالثة:

 

الطبيب وسام مسعود الذي تخرج في كلية الطب البشري وتخصص في علوم المُخ والأعصاب، ولكنه ترك تلك المهنة ليُمارس مهنته المُحببة “الطّهي”، فتدرب على ايد طُهاة عالميين وعمل في أكثر من مطعم بالقاهرة، كما أنه يخطط لافتتاح مطعمه الأول. 

 

الجدير بالذكر أن د. وسام قدم برنامج «مطبخ ١٠١» على قناة “سي بي سي سفرة” ولاقى نجاحًا كبيرًا. 

لم يلتفت وسام إلى الانتقادات التي وُجهت إليه بداية طريقه ويقول في مصادر صِحافية: “هعمل اللي عايزه في الوقت اللي أنا عايزه، وبالطريقة اللي حاببها.”

 

القصة الرابعة:

 

اللاعب المصري “محمد صلاح”، لاعب كُرة القدم الدولي، الذي حصل على (٥٢٪) في الثانوية العامة، ولم يلتحق بجامعة كبيرة، بل انضم إلى معهد اللاسلكي؛ بسبب الظروف المالية الصعبة التي عاشها وأسرته. 

 

الجدير بالذكر أن صلاح استطاع تطوير مهاراته وتعلم العديد من اللغات الأجنبية، كما وثابر في تطوير موهبته فأصبح من أشهر لاعبي كُرة القدم في العالم. 

 

القصة الخامسة:

 

طبيب القلوب “د. مجدي يعقوب” الذي حصل على (٧٤٪) في الثانوية العامة، والتحق بكلية الطب، وبعد تخرجه حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، ومنحته الملكة “إليزابيث الثانية” لقب سير أو فارس؛ نظرًا لمجهوداته الشهيرة في مجال جراحة القلب، كما حصل على قلادة النيل والعديد من الأوسمة والدرجات العلمية الرفيعة. 

 

وأخيرًا، فإننا نحث طُلابنا وأبنائنا طُلاب الثانوية العامة على الاستطلاع والبحث وراء مواهبهم وشخصياتهم والسعي والمُثابرة ورفع سقف الطموح والصبر والمصابرة والمرابطة؛ فهذه هي دواعم وطرق النجاح، وندعو الله لهم بالتوفيق والنجاح الدائم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى