ادب وشعرمقالات وآراء
أخر الأخبار

الغدر سكين حاد

الغدر صفة ليست جميلة على الإطلاق بل هي صفة مزمومة جدا الغدر صفة الأصدقاء السيئين وفي من نحب عندما نثق بهم ونعطيهم قلبوبنا يقابلونا ببرود اعصاب وكسر خاطر وقلب ، كلام جارح لا يهتمون بنا ولا لمشاعرنا يمضون ولا يطرف لهم جفن عين ولا كأنهم قالو لنا في يوم ” انتم أغلى شئ نمتلكه نحن نحبكم كثيرا ” وفي وين من الايام ينسوا ذاك الحديث ولا كأننا نمتلك مشاعر وبالمقابل مشاعرنا تصبح كالزجاج تنكسر هل الزجاج حينما ينكسر يعود كسابق عهده ؟ لا والله لا يعود ، هم افضل شئ يقال عنهم ” غدارين ” بعد ذلك يريدون أن نتقبل فراقهم بنفس راضية وعن طيب خاطر ألا نبالغ في وصفهم بالندلاء والغشاشين الغدارين وليس هناك وصف أدق بوصفهم ؛ لأنهم حقا ابشع البشر من يرون أن مشاعرنا وقلوب البشر لعبة بأيديهم ، الأصدقاء كذلك الأمر يتحدثون معك بلباقة وهم ذو وجهين وجه أمامك يحبك ويتمني لك الخير لسان احلى من ذلك لن تجد قلوب اطيب منها لن تجد يقولون ” نحن إخوة مهما حدث نحن معا في الضراء قبل السراء ” حديث لطيف جدا كأنهم ألماسة لا مثيل لها ، في لحظه غير متوقعة تجد ظهر لك الوجه الاخر وجه لم تره من قبل ، وجه كأنك تراه لأول مرة في حياتك وهم من كانوا يقولون في الأمس ” نحن معك ولن نتركك ابدا مهما حدث ” هم بأنفسهم من يتركوك في الوسط وحيد وباعوك في أول محطة من كنت تشعر معهم بالأخوة لم يعودوا يعرفونك و قفوا ضدك ليس معك كما عاهدوك طعنوك بظهرك وعندما رأيت ذلك تجسدت لك معاني الغدر ، الخيانة الغير مرغوبة ومنتظرة فمن اقرب الناس اليك تأتي الخيانة والغدر حينما خدعوك لم تجد سوى انك بمفردك حينها تبدلت ضحكاتك إلى صرخات وابتسامتك دموع ، انهارت نفسك لم تعد لك طاقة كل من حولك أصبحوا ضدك في لحظه ، الدنيا أصبحت لونها اسود لم تغادر غرفتك ووسادتك التي امتلأت بدموعك لم تجف منها بالليل سئمت التظاهر بأنك بخير و من داخلك معارك تحدث كمية اسئلة لم تجد لها جواب والسؤال المسيطر على بالك وفكرك لماذا ؟ لكن للأسف الشديد لا تجد له إجابة وقلبك المكسور المتقطع وعيناك التي لم يعد لها بريق والإبتسامة والضحك الذين كانوا يملئون حياتك ووجهك التي لم تعد تثق بأحد فكيف لها أن تثق ؟ كل من حولها خانوها غدروا بها طعنوها من خلف وجدت نفسها عادت كسابق عهدها سواد الليل ، نريد الانعزال عن العالم بأجمع قالت : لم اعد استطيع التحمل أكثر يكفي كلمة تقولوها كلمة واحده ” يكفي ” هذا القدر يكفي إنني لم اعد أثق بأحد فكيف لي أن أثق بأحد وكل من قابلتهم إلى الآن تركوني وخذلوني ؟ أصبحت بمفردي وبكائى الصامت بدون دموع ثقيل جدا حمله ؛ لأني لم يعد بعيني دموع للبكاء أصبح يرسم على وجهي الحزن كعلامات فقط ، اذا احد من حولي يسألني مابك ؟ فلن أجد إجابة ، فأنا لم أعد اعلم ماذا يحدث لي ؟ ماذا سأفعل ؟ انا وغرفتي ودموعي أصبحنا واحد ، أغلقت أبواب الثقة الحب ، الإهتمامات ، الحديث لا يوجد سوى حركات وأشارت بيدي ليس تجاهلا ولا تقليل من شأن من أمامي ، لكن لم يعد لي طاقة على حراك جسدي فحزني دمر حياتي وجسدي فلم اعد سوي روح تنتظر أن يأخذها الله ، فحقا أنه شعور صعب ” الخذلان ” و ” كسر القلب ” نعم الزجاج ينكسر ويحدث صوتا ، لكن القلب هو الوحيد الذي يكسر ولا يكن له صوت ! ماذا كنا سنفعل إن لم يكن لنا رب هو اسمه ” الجبار ” ؟ لأنهارت الدنيا فوق رؤوسنا من كثرة الحزن والخذلان لا أعلم كيف يكون للناس وجهين ؟ وجه يعطيك الأمل و وجه يخذلك في نفس الوقت ، كأنك ظابط شرطة تتجول بين الناس وتحقق في حديث كلا من يواجهك ، ووجه من كثرة ما رأيته في حياتك فأنت لم تعد تنتظر من حولك أن يخذلوك بل انتظرت منهم أن يوفوا بعهدهم الذين عاهدوك وبقدر حديثهم معك اذا انت تري اكلمك العكس تواجه امامك باب لا خروج منه ألا وهو ” الخذلان ” فسحقا لمن يرى مشاعر البشر وقلوبهم لعبة بأيديهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى