فنميديا

الكيف والدعارة .. ليالي ساخنة و بلطجة مُحنكة في دراما رمضان 2024

أوشك الشهر الكريم علي الرحيل وما زال السباق الدرامي بكامل قوته ، ورغم نجاح بعضها في جذب اهتمام الجمهور إلا أنها لم تخلو من انتقادات كثيرة وُجهت لها ، ليتغير طابع الشهر المبارك عن ذي قبل
فبعد ما كانت الأسرة المصرية تشاهد ما تستحقه ويُليق بها من مسلسلات داعمة وهادفة وأخري كوميدية .. أصبحت تشاهد البلطجة و عراك الشوارع وكأن هذا يصف طبقات المجتمع المصري كاملاً .. لا سيما الرقص والليالي الساخنة والإيحاءات الجنسية الخادشة التي أصبحت أمراً عادياً ، وكأن أحدهم يحاول أن يدس السم في العسل .. وأصبح ” بكار” ، وفوازير “نيللي وشريهان” في تعداد النسيان
فهل هذه هي مصر؟ أم هو مخطط إعلامي ودرامي سام لهدم المجتمع المصري ؟

رأي خبراء علم النفس و الإجتماع:

انتقد خبراء علم النفس والإجتماع ما يتم عرضه في شهر رمضان الكريم ، فهو لا يليق بالشهر المبارك من جهة ولا للمواطن المصري من جهة أخري وخاصة أن هناك نسبة كبيرة من المشاهدين أطفال ومراهقون تصل إلى 60% من إجمالى المجتمع، وهم الأكثر عرضة وتأثراً بالأعمال الفنية. وقد حذروا من تجاهل الدولة والرقابة لما يعرض على شاشات التليفزيون، الذى يتحول بمرور السنوات إلى أبواق تشيع الفساد وتشجع البلطجة فى المجتمع، وتحول الدعارة من فعل ذميم إلي شكله المستباح في زيه الجديد .

علي سبيل السرد وليس الحصر ..

مسلسل “زوجة واحدة لا تكفي”
إحدي المسلسلات الرمضانية التي واجهت إنتقاداً شديداً نظراً لطريقة عرضه الخادشة والجريئة والتي لم يعتاد عليها الجمهور المصري في بيوتهم ،
اذ قامت المذيعة ” بسمة وهبة” في برنامجها التليفزيوني “العرافة” بتوجيه النقض اللاذع للفنانة ” أيتن عامر”
وعبرت عن استغرابها من بعض الجمل الحوارية في المسلسل، قائلة: «‏نماذج في المجتمع! لما الزوج يعمل حادثة والدكتور يقول يرتاح تقولي الجملة دي! أنا مش قادرة أقولها ‏المسلسل للأسف صادم جدًا وجرئ».‏
ودافعت آيتن عن المسلسل، مؤكدة وجود أشخاص في المجتمع يفكرون بهذه الطريقة، معقبة:«يبقى بلاش ‏نعمل فن ونعمل مسلسلات! دي نماذج في المجتمع وبنقدمها».

مسلسل العتاولة”
للوهلة الأولي تظن أنه طابع إسكندراني حيث الحبكة واللهجة والذي منه .. إلي أن تقع في الفخ .. أسرة تشبه عصابات المفايا من الصعب أن تجدها في حياتك اليومية بسهولة .. فالأب حرامي قديم ليخرجة الفتيان علي مهنة الوالد مع مرتبة الشرف ، أما عن الأم “سترة” في مدرسة للإجرام و موت الضمير وكأن هذا هو نموذج لأمهاتنا و ربات بيوتنا الأشراف

” مسلسل حق عرب “
علي الطراز المعتاد .. “عرب السيوركي ” الشاب السرسجي الي قلبه ميت وبيحب بنت حتته و بالطبع لا يخلو الأمر من البلطجة والإستعراض الفارغ و الضرب ليقنعك أن هذا نموذج طبيعي للشاب المصري .. والفتونة لأخذ حق وكأن البلد تخلو من القانون

مسلسل” صلة رحم”
هل هو يدافع عن فكر معين أم يحاول التحذير منه؟
استئجار الرحم والأم البديلة هو الفكر الرئيسي للمسلسل وسط صراع بين الرغبه والدين ،، فهل من المنطقي أن يتم طرح مثل هذه خرافات داخل مجتمعنا؟ وهل نحن كمسلمين نحتاج إلي أن نشاهد مثل هذه المهاترات؟ فالأمر محسوم بلا جدل

فهل تري عزيزي القارئ أن هذه النوعية الرخيصة من المسلسلات تُعد مُحتوي نظيف يستحق أن يدخل بيوتنا المصرية؟

محمد صبحي يصرح : 

” مصر فيها فساد بس مش كدة

كان هذا تصريح للفنان القدير ” محمد صبحي” حيث أعرب عن مدي استيائه لنوعيه الدراما الرمضانية قائلاً” نعيش في عصري التفاهه الرمضانية” و التي أصبحت معتاده بشكل سنوياً بل و تزداد سوءاً مع مرور الوقت وأشار إلى أن معظم الأعمال تدور حول موضوع واحد وهو البلطجة ، معرباً عن اندهاشه من اتجاه صناع الدراما لهذه النوعية من الأعمال، التي لا تعبِّر عن الواقع المصري ولا تمت بصلة إلى عاداته وتقاليده

“الدكتورة سامية قدري”
أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس

الفن المصري أصبح تجاريًا يلعب علي مشاعر الجمهور وعواطفه والمثيرات التي تحرك شهواته، فأصبح الهدف هو عمل دراما للإثارة لأجل ذلك نجد مبالغة في إبراز الواقع بدرجة كبيرة، لافتة إلى أن صناع الأعمال الدرامية عندما يبالغون في إبراز الواقع فإنهم يركزون علي مشاهد العنف والإثارة الجنسية مرارًا وتكرارًا لجذب الجمهور بشكل أكثر، مؤكدة أن لهذا مردود سلبي علي المجتمع و
في المقابل يزداد العنف بين الأطفال و البالغين في الشارع”.

ومن هنا دعني عزيزي القارئ أن اتسائل عن ماهية هذه “المسلسلات” والتي أبعد ما يكون عن طابع مجتمعنا الشرقي الذي ما زال محتفظاً بتدينه رغم كل الدوافع والضغوط التي يتعرض لها
وإلي متي سيظل تصوير مصر علي أنها “شقة دعارة” أو “ملهي ليلي ” كبير مليئ بالقذارة والأفعال المُهينة الدنيئة ، تشجع السُكر والعربدة والتحرش والهوس الجنسي الذي أصبح لا يخلو منه أي مسلسل مهما كانت قصته !
هل من المفترض أن نشاهد الراقصات بشكل طبيعي في بيوتنا وأمام أطفالنا .. ثم بعد ذلك نطالب شبابنا لأن يصبحوا أسوياء ! فكيف ذلك يحدث وسط كل هذا الإنحراف الجنسي والأخلاقي ؟
هل شخصية “القواد ” أصبحت هي المطلب الجماهيري اليوم ؟ وفتاة الدعارة ” الكيرفي ” هي طموح الشباب !
الأمر مزدوجاً و متناقضاً .. فمن يسعون لنشر القيم والأخلاق هم من يشجعون علي تلك المسلسلات تحت مسمي “حرية التعبير”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى