ادب وشعرمقالات وآراء

باكوا السكران

يا … حنا السكران

ربما , كنت فيلسوفا بوهيميا من الشارع و لم تكن لديك سوى قبعه من أيام باريس من زمن كوكو تشانيل ,
ربما لم يكن لديك سوى ,

ذاك السروال المثقوب , ألا تدري يا سيدي بأن ذك السروال المقطع الأن هو موضة لهذا الجيل , بينما ,

كنت أنت لا تملك سواه ذات يوم حيث كنت أراك ترتديه صباحا مساءا .

تجوب الشوارع بقميصك البني ألذي كنت تملكه مند عهد السبعينيات ,

حيث حينها , إشتريته من محلات موضة البيتلز . بينما كنت شابا تتغني بأغنية البيتلز الشهيرة ; بلغة إنجليزيه ركيكة ,

بالرغم من ذلك فقد كنت , أنت باكوا الدي نعرفه , اسعد السعداء و نحبه لحد الأن :

لا يوجد شيء يمكنك القيام به ولا يمكنك القيام به
ليس شيء يمكنك غنائه لا يمكن غنائه
لا شيء يمكنك قوله ، ولكن يمكنك تعلم كيفية لعب اللعبة
إنه سهل .. كل ما تحتاجه هو الحب ..

 

يا أيها الفيلسوف , أنت ما زلت في الحانات , تتغنى بأغانيك القديمة ,

كأس الريكارديت , تتلهف لتشربه بلذة الحب , بتلك اللوعه في خدر الفتيات الجميلات الإسبانيات.

 

بعدها تغيب في حكاياتك , تصول , تجول تقتحم , أحيانا كفارس مغوار ،

و أحيانا أخرى كالدون كي شوت دي لا مانشا , تقاتل الطواحن الهوائية , مرة أخرى ,

كلص متسلل للقصر ليسرق قطعة خبز , جبن , كأنك , بطل البؤساء في قصة فيكتور هيكو ,

تم تسافر في فيلم أمريكي مخضرم تحكي حكايات , أمريكية متسعي بالخيال ﻻ نهاية لها , مرة فارس و مرة صعلوك و مرة سارق بنك.

مرة خيال يجوب تكساس يبحث في كلورادوا عن أبار النفط ليصبح أمريكيا فاحش الثرا ء في صحراء أمريكا الكبرى….فعلا يا بأموال أيطانا خيالك واسعا جدا أكبر من الصحراء نفسها…

باكوا أيطانا

أيها الفيلسوف التائه في قعر كأس الخمرة الحمراء , كم مرة قد تلذذت بها ,

كأنك أمام فتاة حسناء شقراء تغازلها و تغازل شعرها الخمري الطويل الآتي من قصص ليل غجرية

بين موسيقى غجرية حالمة تحث نور القمر و كأن جسدالهمرة هو جسد غجرية جميلة متناسقة مائلة مميلة بين أناملك تزهو عشقا .

تثمهتر حبا و ترحل بين شفاهك رحيلا حب جارف

باكو أيطانا أنت ،عاشق و عاشق مخضرم ما بين الأمس و اليوم ،متلهفا للغد ،بكل الحب ….تعشق الخمر لحد الثمالة و ما فوق ذلك…سمير بدرجة أولى من الطراز الرفيع…

باكوا أيطانا .

و بينما أنت تائه مع جنود الماعز , و أنت تتقدمهم كعسكري إنكشاري عثماني ,

تغني لهم أغاني الحرب و السلام ‘ تغوص بذاكرتك للحرب العالمية الأولى تحصي عدد القتلى و الدمار ,

تم تقف و تخطب أمام جنود الماعز.

بخطبات سياسية , ﻻ يفقهون منها شيأ , غير أنهم ينصتون إليك , يلوكون العشب بين فكهم ،يقضمونه في بله و هم ناظرين اليك ناضرين ماذا ستفعل و أيتها إشارة ستشير إليهم.

و لعلك تجيد إليهم بقطعة من الخبز الأسمر الذي في يديك , ولريما تمنحهم كأسا من الشراب : أو القليل من الخمر في إناء خشبي .

لكنك تؤنبهم , ساخطا , هم عبيد لك في صفوف مشتتة هاربه لذلك الجبل النائم الذي شرب منه الزمن في القارة الأوربية .

لكنك تسيطر على الوضع , تتخيل نفسك ، بأنك هتلر في زمن الحرب و في زمن الفاشيه و النازيه , , تسوق هذا القطيع , و كأنهم يهود الحرب العالمية التانية ,و تأخذهم في قطار للمعتقل بألمانيا الذي عذب فيه و قتل فيه و أحرق فيه اليهود في أوشفيتز.

 

لتحرق جلودهم أحياء , كما فعل هتلر في زمانه ،في زمن الحرب العالمية التانية باليهود …نعم لقد كانت محرقة تقشعر لها الجلود و تشمئز الإنسانية منه…

اه يا باكوا أيطأنه , ما أنت إلا فيلسوف بوهيميا , لكن الكل يحبك ,

رغم من ثمالتك , جنونك بساطتك و من فلسفتك البسيطة المعقدة الضائعة بين الحانات , بين قطيع الماعز ،

حتى تلك الشقراء الغجرية ماريا أمباروا تحبك و تقدسك .

أتعلم يا باكوا أيطانا

حتى , انأ , أقدرك يا باكوا , و لم أقدر سكيرا حالما يوما , فيلسوفا كما قدرتك أنت ,

يا باكوا كم يروق لك الرقص بمجون في ساحة البلدة الصغيرة ,

انت تعاقر كاس الخمر شمالا يمينا ،ترقص تجن تشكي لي و أنا اسمعك بإهتمام ،

تحكي لي حكايتك في بندورم ، و كيف أنك كنت عاشقا ولازلت البحر الأبيض المتوسط .

و لذلك الموج الأزرق الهادئ على المدينة و كيف كنت تحكي لي بعملك كنادلا حيث كلما دقت ساعات النتآهرة من الليل جلست على البحر تغني لماريا و نطرب بين القنينة و كأس الخمر الإسباني…

صدقني باكوا أيطانا

حتما , سأبكي عليك , يوم ستفارقنا , فقد ألفناك هنا بيننا , بكل نزواتك ,

بكل حماقتك , بكل اللطافة , كأنك سيد إرستقراطي من زمن أرستقراطيا ,
باكوا , تجتمع فيك كل المتضادات , لكن بالفعل نحبك
باكوا , فلسفتك ,

أحببتها في الحياة , سادجة , ثائرة , حالمة , طموحة , عفوية مجنونة صادقة، أحيانا خجولة جدا ،و تنادي لزوال ،أنت يا أيها الإسباني مؤمنا و تعرف ذلك بأننا أموات مؤجلين ….

باكوا , اليوم , في تلك الحانة , أنت جالس بين الشقراوات الحسان , تخاطبهن ,

هن بكل لطافه يصغين إليك , فلا فارس في هذا البلد , إلا أنت , و لا رجل في بلدتنا الصغيرة إلا أنت ،

و لم يستطع , اجمل الفتيان , أن يخاطبوا شقراوات البلد بهاته الطلاقة و العفوية . جاذبيتك لا تقاوم يا بأكوا أيطانا…لكم مميز أنت.

أنت وحدك باكوا ايطانا لا يقدر أحدا آخر أن ينتحل شخصيتك يا باكوا أيطانا…

باكوا, يا أيها الشقي و يا أيها السكير , نحبك رغم كل شيء , فأنت المزيج من الشخصيات المتداخلة

في شخص واحد أنت و ما أردنا كل من أن نعبر عنه انفسنا , لكننا لم نستطع ذلك ،

فجمعتهم أنت وحدك , كانك حملت أثقال بلدتنا الصغيرة , حملت أحلامنا و متمنياتنا , زلاتنا ,

حتى تلك الذنوب التي حلمناها , لم نحملها ،و أوزرانا ،أنت نخب السلام و الحب و رمز الحياة البدوية الإسبانية البسيطة .

باكوا نحبك , كأنك حنا السكران حينما غنت فيروز

حنا السكران

كــان الزمان وكان فى دكانة بالحي
وبنيات وصبيان نجى نلعب عالمي
يبقى حنا السكران قاعد خلف الدكان
يغنى وتحزن بنت الجيران
اوعي تنسين، بلاش تنسيني وتذكري حنا السكران

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى