أخبار مصرأرشيف

بمرور أكثر من قرن على اكتشافه..متى يعود رأس نفرتيتي المنهوب من برلين؟

 

تمثال رأس الملكة نفرتيتي نموذجاً أبهر العالم بمصر القديمة، ويضيف سحراً وبهاءً لا يوصف للمصرية القديمة، التي لا يقف أمام تماثلها إلا ويصيبه الوجل وتلمع عيناه في حرم الملكة نفرتيتي زوجة إخناتون..وتحل اليوم الثلاثاء ال 7 من ديمسبر الذكرى ال 109 لاكتشاف التمثال بتل العمارنة بالمنيا سنة 1912، ويعود التمثال إلى الأسرة الثامنة عشر وعمره تقريباً أكثر من 3300 عام.

 

وتم العثور على التمثال بورشة النحات المصري القديم “تحتمس” بتل العمارنة، وتم اكتشاف التمثال النصفي لنفرتيتي بالإضافة إلى بعض التماثيل الأخري التي لم تكتمل، وذلك فريق تنقيب ألماني تحت قيادة عالم المصريات “لودفيج بورشاردت”..وتم التحايل على فرقة تفتيش الآثار أثناء مراجعة القطع المصرية المكتشفة من خلال تلاعبهم بموصفات التمثال حيث ادعوا بأن التمثال مصنوع من الجبس، وتمت تعبئته في أحد الصنادق الخشبية إخفائه عن المفتش المصري، وبالتالي تم تهريبه إلى ألمانيا سنة 1913،ومنذ ذلك الحين لم يطأ التمثال موطنه في الأراضي المصرية المقدسة.

 

ويدور حول نفرتيتي الكثير من الغموض فلا يوجد الكثير من النصوص المصرية القديمة بشأنها، ويرجح أن يكون إما سافرت من مصر آنذاك، أو لوفاتها، أو أنها غيرت إسمها مثل زوجها  الفرعون المصري القديم إخناتون الذي غير اسمه ودعا إلى عبادة التوحيد لأول مرة في تاريخ مصر القديمة متمثلة في عبادة الإله آتون رامزاً إليه بقرص الشمس، وأنجبت نفرتيني لإخناتون 6 بنات من بينهم زوجة الفرعون المصري “توت عنخ آمون” وتدعى “عنخ إسنى آمون”..ويقول بعض المؤرخون أن نفرتيتي جلست على عرش مصر لفترة وجيزة بعد وفاة زوجها الفرعون.

 

تم عرض تمثال رأس نفرتيتي لأول مرة على الجمهور بمتحف برلين سنة 1923 ومع بداية الحرب العالمية الثانية أخذ التمثال بالتنقل بعدة محطات في ألمانيا حتي عاد مجدداً إلى متحف برلين سنة 2009، ومنذ عرض التمثال لأول مرة بألمانيا والسلطات المصرية أطلقت العديد من المحاولات لعودة التمثال والتي باءت جميعها بالفشل، والتي كانت ستتؤدي في بعض الأحيان إلى توتر العلاقات المصرية الألمانية، وعندما زار الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك متحف برلين وشاهد رأس نفرتيتي قال عنه: “إنه أفضل سفير لمصر في برلين”..كما خاض الدكتور زاهي حواس الأمين العام المجلس الأعلى للآثار المصري ووزير الآثار السابق، العديد من الصراعات مع الجانب الألماني لعود التمثال الذي وصفه بأنه تم تهريبه بطريقة غير شرعية وأن ألمانيا لا تملك الصفة القانونية التي تمكنها من الإحتفاظ بالتمثال، وقابلت ألمانيا كل هذه الإدعاءات بالتعنت والحجج التي المزيفة حتى أنها رفضت أن تعير التمثال لمصر خشية أن لا يعود من مصر مرة أخرى.

 

ويعتبر تمثال نفرتيتي رمزاً أنثوياً لجمال سيدات مصر القديمة، كما يعتبر التمثال علامة رمزاً ثقافياً لألمنيا، حيث وصفه الألمانيون سنة 1930 بأن نفرتيتي هي ملكتهم الجديدة، وأن التمثال تربع على عرش الفنون والتاريخ في ألمانيا، وأن نفرتيتي ستعيد تأسيس الإمبراطورية الألمانية من جديد بعد سنة 1918، كما تمت طباعة التمثال على الطوابع البريدية الألمانية وأصبح مثالاً للجمال في ألنانيا ويبلغ زواره 500 ألف شخص سنوياً.

 

والآن وبعد مرور أكثر من قرن على اكتشافه، ويقترب من القرن على مطالبة السلطات المصرية بعودة التمثال للأراضي المصرية، يبقى السؤال الأول والأهم متى يعود رأس نفرتيتي إلى مصر؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى