إن أحد الدرر التي قالها الدكتور البوطي كانت أن تحاول جاهداً لمقام العبودية وتتحقق هذه العبودية بإن
تمسح عن عينيك غشاء النوم ساعة السحر، ثم قم فأسبغ الوضوء، وقف بين يدي قيوم السماوات والأرض مستغرقاً في ذل العبودية له، ثم ابسط يدك إليه وأنت موقن أنه يراك وضراعتك ويسمع بكاءك ونجواك، ويراقب أنين نفسك من أوجاعها.
واسأله أن يطهر قلبك من أدرانه ويخلصه من آفاته، وألح في الدعاء، وأكثر من الرجاء، وابك على نفسك وأيامك التي قد خلت في غفلة عن الله تعالى.
إنك إن فعلت ذلك، واستمر بك الأمر على هذه الحال، استجاب الله دعاءك، وطهر سريرتك، وأورثك طعم الصدق في العبادة. ولكن لا بد من الثبات على هذه الحال، إذ لا يكون الفرار إلى الله تعالى من آفات النفس إلا بواسطة ذلك، فهو السلم الذي ترقى به إلى الله عز وجل.
