مقالات وآراء

    رقصة “اللايك والشير” على جثة الإنسانية

“إنه عصر الحرباء: لا أحد علم الإنسانية بقدر ما علمتها تلك المخلوقة المتواضعة”

-إدواردو غاليانو.

 

 

في الساعات والأيام القليلة الماضية، وقعت بعض الحوادث والجرائم التي جعلت الإنسان يقلب كفيه يتباكى على إنسانيته، في زمان تتطورفيه الآلات، ويموت الإنسان من فرط الجفاء، ومن هذه الوقائع التي هزت العالم‘ قيام فتاة أمريكية تبلغ من العمر 20 عاماً، بتصوير نفسها بجانب نعش والدها المتوفي بملامح هادئة، ونشرها على أحد منصات التواصل الإجتماعي لحد المزيد من الإعجابات والمتابعات، دون أي مبالاة لروابط الأبوة ولا حتى الطبيعة الإنسانية.

 

 

وأيضاً ما جرى في حادث الإسماعيلية، فلم نرى إلا حشداً من المتفرجين يصورون الجريمة، رغبة منهم بشراء سلعة “التريند” وسلعة ” اللايك والشير” مقابل الشهامة والإنسانية ومعاني وجود البشرية.

 

 

لا أدري أفقدنا الإنسانية؟

أم أن الإنسانية هي التي فقدتنا؟

في كلتا الحالتين اذا انفكت عنا الآدمية، فعلينا الإستعداد لعالم ملئ بالشرور المستحدثة، إنها شرور القرن الواحد والعشرين، اقترب لتنظر وتشاهد كل ما هو غريب في عالم الإبداع والتجدد.

 

 

” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ “

 

فقد جعلتنا التكنولوجيا عالم من المتفرجين، نبحث عن اللقطة المفجرة، وعن السبق المدوي، ونسينا أن الإنسان ما هوإلا فكرُ وشعور، فأمهلنا الفكر بالإنغماس في أبحر التفاهات، ومسخنا الشعور بحثاً عن الشهرة والتريند.

أيها الإنسان حافظ على قلبك من أن ينفلت في عالم التكنولوجيا وشبكات العالم الإفتراضي، وعليك أن تكون إنساناً في كل زمان ومكان، فما خلقت الإنسانية إلا لترحم، وما سواها الله إلا لتزرع وتعمر في أرضه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى