كتب_وليد أحمد
تم الإعلان عن نتائج الثانوية العامة في الثلاثاء الماضي وسط ترقب كبير من الطلاب وذويهم، كالعادة تظل الثانوية العامة حدثاً له هيبة وضجة كبيرة، كما يتعاملون معها على أنها “نهاية المطاف” ونسوا أنها مجرد سنة واحدة من عمر الإنسان، فكيف لسنة واحدة أن تحكم على عمر كله بالنجاح أو بالفشل؟!
وإن أكثر ما يؤلم في الأمر هو حالات الإنتحار السنوية التي تحدث على خلفية ظهور نتيجة الثانوية العامة، آخرها إنتحار طالب قنا فور ظهور النتيجة.
أتسائل فأقول” ذلك التعليم الذي يبني الإنسان والمجتمعات هل من الممكن أن تزهق من وراءه الأرواح؟!
إنها سكاكين المجتمع التي تطعن بمفاهيمها الخاطئة كل برئ، وتذبح بجهلها كل ضعيف، إنها تشوه حقيقة الأشياء لتخرج عن إطارها الصحيح تحت أقدام التخلف الفكري.
إن المجتمع هو من زرع تلك الأفكار الإنتحارية، منذ أن زرع في عقول الأبناء أن الثانوية هي من تضمن له مستقبل ناجح أو باهر، أو تحكم عليه بالفشل طيلة حياته،المجتمع كذلك هو من نزع من الأشياء جوهرها الحقيقي فاختلق أكذوبة كليات القمة والقاع، كما حصر النجاح على كليات معينة دون الأخرى، ونسوا أن أدوار الإنسانية تختلف وتتنوع بتنوع الحياة.
إن النجاح يكمن في أن يترك الإنسان بصمة واضحة لإنسانيته ومجتمعه، وبواقع الحياة نجد كثيراً من الشخصيات التي حققت نجاحاً باهراً في مختلف المجالات، وربما رسب بعضهم في الثانوية العامة، إذاً النجاح لا يتوقف على وقت أو مرحلة أو ظرف، فقط تنجح عندما تقرر.
أيها الآباء اتقوا الله في أبنائكم، واعلموا أن شجرة الظلم لا تطرح غير الظلم، فكونوا داعمين مواسين لآبنائكم، لا تستسلموا للمفاهيم الخاطئة فيدفع أولادكم الثمن، كونوا راحمين يرحمكم الله.
