أخبار مصرأرشيفادب وشعرفن

عبدالرحمن الخميسي..أسطورة مصرية أبدع بقلمه وشردته بلاده

 

 

يشهد اليوم  السبت الموافق ال 13 من نوفمبر، ذكرى مولد الشاعر عبدالرحمن الخميسي آخر الشعراء الرومانسيين، وواحد من أكبر كتاب القرن العشرين، وقضى عمره في خدمة الفن والمجتمع بكلماته ومواهبه المتعددة بين الشعر والتأليف والصحافة والتلحين وتعريب الأوبريت الأجنبي، فأضاف للسينما والمسرح فناً راقياً بقلمه الراقي والمميز، وثار من أجل الديمقراطية بقلمه اللاذع والجرىء، فعانى من السجن والإضهاد والهروب من البلاد.

 

 

 

 

تربى الخميسي في حرم الريف المصري بالمنصورة، واستطاع المنيسي أن يقتطف من دفىء بيئته الريفية العاطفة والإحساس الذي أهله ليكتب الشعر في سن المراهقة ويرسل قصائده إلى كبرى الجرائد الأدبية الموجودة آنذاك، لتقوم بنشرها هي الأخرى ضمن صفحاتها الأدبية.

 

 

 

طموح الخميسي دفعه للإنتقال من الريف للعيش في القاهرة لإكمال مسيرته، وفي بداية إنتقاله للقاهرة عانى من قسوة الحياة في المدينة فأجبرته الظروف على العمل في محل بقالة ومرة كمسري وتارة معلماً في أحد المدارس الأهلية، يجوب شوارع العاصمة وينام علي في العراء في أحضان الحدائق، ولكن يبتسم له الحظ بإنضمامه إلى “فرقة المسيري”..وجاب معها الريف لسنوات، حتى إنضمامه لجريدة المصري ودخوله عالم الصحافة.

 

 

 

لم يستطع الخميسي أن يكتم فمه عن الأوضاع السياسية في عهد عبدالناصر، فحارب الإشتراكية وثار من أجل الحياة الحزبية الديمقراطية، ووعقب قيام ثورة يوليو 1952 أغلقت صحيفة المصري ، واعتقل عبدالرحمن الخميسي من يونيه 1953 حتى منتصف ديسمبر 1956، وقبل حبسه كان الخميسي  لمع اسمه في عالم القصة القصيرة، لا سيما شاعراً كبيراً في مدرسة أبوللو الرومانسية وإمتداداً لشعراء هذه المدرسة الكبار، قد اعتبره الدكتور لويس عوض: “آخر الرومانسيين الكبار”..وقد ترك الخميسي 7 دواوين شعرية منها: ” دموه ونيران، إني أرفض، مصر الحب والثورة “.

 

 

 

 

خرج الخميسي من السجن وانضم لجريدة الجمهورية فشارك في صدام آخر مع الحكومة، فتم نقله لوزارة التموين فيما يشبه العزل السياسي، وفي تلك الثناء كون فرقة المسرح خاصته وجاب بها محافظات مصر، بين التأليف والتلحين وتعريب الأوبريت الغربي ليقدم لساحة المسرح إبداعات جديدة لم تعدها من قبل.

 

 

 

كما ألف مسلسل “حسن ونعيمة” الإذاعي والذي تحول لفيلم سينمائي وصفه النقاد بأنه “روميو وجولييت” المصري، كما يعد هو المكتشف الأول لسندريلا الشاشة “سعاد حسني” بعدما رشحها بطلة لفيلمه، وذلك بعد رفضه لبطولة عمر الشريف وفاتن حمامة بعد إبداء رغبتهم في تعديل أحداث الفيلم، كما يعد عبد الرحمن الخميسي هو جد الفنانة الشابة الموهوبة لقاء الخميسي.

 

 

 

تقلب الخميسي بين مواهب متعددة بين الشعر والصحافة وتأليف الأفلام والمسلسلات والإخراج وكتابة الأغاني والتلحين، كما عمل مذيعاً وعرف ب “صاحب الصوت الذهبي، كما عمل ممثلاً أبرزها دور الشيخ يوسف في فيلم “الأرض”..كما قدم “يوسف إدريس” للجمهور، وقال عنه يوسف إدريس بعد وفاته أنه: “أول من حطم طبقية القصة”، وأنه: “عاش قويا عملاقا مقاتلا إلي ألف عام” .

 

 

 

وبجانب إنشغاله بعالم الفن والمسرح كان الخميسي يقوم بوظيفته الصحافية، مما أوقعه في مأزق مع الحكومة في عهد السادات، فاضطر للرحيل عن مصر وقطع رحلة طويلة عبر العالم، من بيروت إلي بغداد ومن بغداد إلي ليبيا ومنها إلي روما ثم باريس ثم موسكو، حيث قضى ما تبقى من سنوات حياته في الغربة حتى وفاته في أبريل 1987، فنقل جثمانه ليدفن في المنصورة حسب وصيته الأخيرة.

 

 

 

 

وعند وفاته نعاه أحمد بهاء الدين قائلاً: “دهشت عندما قرأت في نعيه أنه توفي عن سبعة وستين عاما فقط وكنت أظنه أكبر من ذلك لكثرة ما أنتج وكثرة ما عاش، وكثرة ما سجن، وكثرة ما سافر في أنحاء الدنيا، وكثرة ما ترك من الأبناء والبنات في شتى عواصم العالم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى