مقالات وآراء

علاقات ثلاثية الأبعاد – حوار الساعة

 

كتب_وليد أحمد 

تتوالى الأيام وتأخذ الكرة الأرضية دورتها اليومية حول الشمس، وأثناء دوران الأرض، تدور محاور الغل، والحقد، والحسد، والخيانة، وجرائم القتل، فكلها أمورٌ متزامنة مع دورة الحياة، أولها قتل قابيل لهابيل بسبب الحقد والحسد، إلى يومنا هذا فلا يمر يوم والثاني إلا ونسمع بجرائم قتل تحتاج منا إلى وقفة تأمل ونظر إلى محيط العلاقات البشرية، فنرى الزوج يقتل زوجه، والأخ يقتل أخيه، والأب يقتل إبنه، والأم تقتل أولادها وزوجها بسبب الخيانة، وكل هذه الحالات تفتقد إلى مفهوم “العلاقات ثلاثية الأبعاد”

 

 فما مفهوم هذا النوع من العلاقات؟! 

 

بإختلاف أنوع العلاقات (قرابة، صداقة، عمل، جوار،شراكة، …….) فكل علاقة من هذه العلاقات إن حكمها المبدأ والضمير والأخلاق العامة، فستعتبر علاقة ناجحة وتصلح لبناء مجتمع متفاهم و آمن وتسمى “علاقة ثلاثية الأبعاد “. 

 

 وإن غاب عن العلاقة أهلية المبادئ والأخلاق والإحترام المتبادل، فستعتبر هذه العلاقة فاشلة وغالباً ما تنتهي بأسوأ النتائج منها جرائم القتل وتسمي

 “علاقة ثنائية الأبعاد”. 

 

 

 إذاً يعد شرط أساسي لنجاح كل علاقة بين طرفين “أن يكون الله ثالثهما”، 

فعند مراعاة الله في العلاقة الزوجية تتماسك الأسرة التي هي نبض المجتمع، وعند مراعاة الله تعالى في علاقة الصداقة نجد أن الروابط تستمر بكل يسر ولين، أيضاً مع زملاء العمل فيسير العمل بكل نجاح وتقدم،فإن غاب الوازع الديني والمعيار الأخلاقي عن العلاقة فإنها تعد “ثنائية” وينتهي كثيراً منها بالشكل الذي نراه بالجرائم البشعة. 

 

 

«ما ظَنُّكَ يا أبا بكرٍ باثنينِ اللهُ ثالثُهُما» 

 

كلماتٍ وجهها النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” لصاحبه أبي بكر الصديق “رضي الله عنه”، عندما كانا مهاجرين من مكة إلى المدينة واختبئا في غار ثور، وعندما وصل مشركي قريش إلى مكان الغر ونزلت عناية الله برسوله وصاحبه، فقال أبو بكر الصديق :”لو أن أحدهم نظر إلى تحت قدميه لأبصرنا” فطمأنه النبي الكريم بهذه الكلمات، ونزل قوله تعالى “لا تحزن إن الله معنا” 

وهذه الواقعة خيرُ دليل على ما نتناوله.  

 

نحن في أمس الحاجة للنظر والتأمل في أخلاقيات التعامل، وضوابط العلاقات، وان يكون للضمير الإنساني محله في العلاقات البشرية، ومراعاة الله تعالى في كل الروابط والعلاقات. 

نحن في حاجة إلى الحب.. التفاهم.. الأمانة.. التعاون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى