أرشيفسياسةشرق اوسط

في ذكرى رحيل جولدا مائير..امرأة  قادت إسرائيل من مطبخها وأبكتها حرب أكتوبر

 

جولدا مائير..المرأة الحديدية، والساسية الشرسة، رابع رئيس للوزاء للكيان الإسرائيلي، وأول امرأة  والوحيدة التي تحصل على هذا المنصب منذ نمو البذرة الأولى لإسرائيل، ويشهد اليوم السبت على الذكرى ال 43 على رحيلها، وننقل لكم اللحظات الحاسمة من حياتها وفي حياة المصريين وهي حرب أكتوبر المجيدة.

 

 منذ اللحظات الأولى من تولى جولدا مائير الأوكرانية الأصل رئاسة الحكومة الإسرائيلية،  وذلك بعد وفاة رئيس الوزاء الإسرائيلي ” ليفي أشكول”..سنة 1969..وأدركت أن أيادي الأطفال الفلسطينين التي تحمل الحجارة  في وجوههم حتماً ستحمل نفس هذه الأيادي السيوف وتبارزهم  حتى يعود الحق إلى صاحبه، فكان عدوها الأول الطفل الفلسطيني الذي حاربت طفولته بشتى الطرق، وكان من بعض تصريحاتها المشهورة : “يمكننا أن نسامح العرب على قتلهم لأطفالنا، ولكن لا يمكننا أن نصفح عنهم لإجبارهم ايانا على قتل أطفالهم”.

وقالت أيضاً: “سنتوصل إلى سلام مع العرب فقط عندما يحبون أطفالهم أكثر مما يكرهوننا”.

ولعل أبرز ما صرحته به جولدا مائير وهو ما قالته عقب إحراق المسجد الأقصى : “لم أنم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل افواجاً من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”.

 

كان من عادة مائير أن تجتمع بالقادة السياسيين في مطبخها بمنزلها، ولذا كانت تسمى اجتماعاتها بالمطبخ السياسي، وقبل وقوع حرب أكتوبر كانت مائير مسافرة بالخارج وعادت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في ال 5 من أكتوبر، وعقدت إجتماعاً مع القادة وكان رأي جميع من في الجلسة بأن مصر لن تقدم على أي خطوة تجاه الحرب مع إسرائيل وعدم تعبئة الجنود وانفض المجلس على هذا.

 

وفي صباح شمس أكتوبر المجيدة في السادس من أكتوبر وصلت معلومات إلى مائير بأن مصر وسوريا ستشن هجوماً على خط بارليف في منتصف اليوم، عقدت مائير اجتماعاً طارئاً للحكومة الإسرائيلية  في وقت الظهيرة وقضى المجلس بسرعة التعبئة للجند الإحتياطي، وما هي إلا دقائق وينفض المجلس حتى فتحت أبواب القاعة على مصرعيها وإذا بمن يخبرها بأن مصر وسوريا قد بدأتا في الهجوم، وتحكي عن تلك اللحظات  في كتابها “اعترافات جولدا مائير” وتقول : ” في نفس اللحظة سمعنا صوت صفارات الإنذار في تل أبيب وبدأت الحرب”.

 

وأردفت:” ليت الأمر اقتصرعلي أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب بل إننا كنا نحارب في جهتين في وقت واحد ونقاتل اعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين”.

 

وتتابع:” كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق.. لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها. فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلًا”.

 


وبعد الهزيمة الساحقة التي ألحقها المصريون بالإحتلال الإسرائيلي، ثبت لديهم بأن جولدا مائير قد أخطأت خطاً فادحاً كلف إسرائيل الكثير والكثير، وبعد الضغوضات السياسية عليها أعلنت جولدا مائير استقالتها وعقبها إسحاق رابين في مسيرتها، وتوفيت في ال 8 من ديسمبر سنة 1978 عن عمر يناهز ال 80 عاماً، ودفنت بالعاصمة الفلسطينية القدس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى