أخبار مصر

في ذكرى وفاة محمد علي باشا.. من الإنتصار إلى الخسارة« ورحله بين المرض والحزن والحسرة»

 

كتب_وليد أحمد

يشهد التاريخ أن محمد علي باشا هو مؤسس مصر الحديثة، فقد ظل محمد علي والياً على مصر لمدة 43 سنة، حقق خلال هذه المدة الكثير من الإنجازات التي أثارت مخاوف الدول بشأن توازن القوى الدولية آنذاك.

جاء محمد على إلى مصر ضمن كتيبة عثمانية عام 1799، لمحاربة الإحتلال الفرنسي على مصر، ليبقى بعدها في مصر ضمن الحامية العثمانية.

أدرك محمد علي بداية دخوله لمصر أهميتها الإستراتيجية، ووعي للمقومات البشرية والطبيعية الموجودة بها، فبدأ بتفعيل أساليبه السياسية المحنكة من أجل نيل منصب والي مصر، عن طريق التقرب لشيوخ مصر وزعمائها لإقناعهم أنه أنسب رجل لنيل هذا المنصب.

وقد جرت الأمور كما خطط لها محمد علي، فجعل الشعب يثور على حكم “خورشيد باشا” كما عمل على حماية الثورة والمواطنين، حتى صدر فرماناً يقضي تولية محمد علي الحكم عام 1805 وسط تأييد من الزعماء والجماهير. 

بدأ محمد علي خطوته الأولى في الحكم، فأخذ ينقى شوائب الحكم لصالحه، فقضي على المماليك، وتخلص من الزعماء الذين فرضوا عليه بعض الشروط لحظة توليه الحكم، وهكذا تخلص من كل القيود حتى يخطو خطواته بثقة في تأسيس مصر الحديثة. 

بدأت مصر عصراً جديداً مع بداية حكم محمد علي، لتعود إليها مكانتها من جديد في المجتمع الدولي، فحرص محمد علي على أن يضع الجيش في أولى إهتماماته، فأنشأ الجيش وسخر له كل ما يخدم مصلحته، وأنشأ المدارس، وعمل على تطوير الزراعة فأدخل زراعة القطن، وأسس مدرسة الطب وأقام المستشفيات، كما ارسل البعثات العلمية إلى فرنسا، من أبرزهم رفاعة الطهطاوي. 

توسع نفوذ محمد علي ليشمل مصر والشام كمان أنه هدد نفوذ الدولة العثمانية فاقترب من عاصمة الدولة العثمانية، فأثار توسع محمد علي إنتباه دول الإستعمار وأثارت لديهم مسألة توازن القوى الدولية، فتعرض محمد علي لضغوضات دولية، فمحيت إنتصاراته العسكرية، وتراجعت إنجازاته تدريجياً، وخير تأييد وحب الشعب له، فبقي والياً لعدة سنوات فتمكن الشيب منه حتى أصيب بالخرف ولم يقدر على إدارة شئون البلاد، فعزله أبناؤه وتولي مكانه ابنه إبراهيم باشا حكم مصر. 

في 2 من أغسطس عام 1849 توفي محمد علي باشا عن عمر يناهز ال 80 عاماً، ليشهد التاريخ له بالإنجازات العظيمة التي لا تنسى ولا يمحها الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى