تحقيقات وتقارير

مؤسسة المنتدى المصري للتنمية المستدامة وعشرة سنوات من الانجازات

 

اذا كانت مخرجات قمم الأرض وآخرها مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي عقد في يونيو 2012 (ريو+20) في مدينة ريودي جانيرو البرازيلية تحت شعار “المستقبل الذي نريده”. هى التي ابرزت إرادة العالم نحو اهمية ترسيخ مباديء التنمية المستدامة فإن المنتدى المصري للتنمية المستدامة كان هو الإستجابة السريعة والفورية للإستجابة لمخرجات هذه القمة من اجل تبني التفاعل الايجابي مع هذه القيم الجليلة.

حيث جاء المنتدى منذ عشرة سنوات ليكون اول كيان مدني يحرص على إدماج وترسيخ مفاهيم الاستدامة في كافة مناحي الحياة قي مصر. والتي انبثقت فكرة تكوينه كمبادرة خرجت من وعاء فكري لعقول مصرية وطنية خالصة، سعت بكل جهد من حينها حتى الآن في حشد كل الخبرات والكفاءات الوطنية ذات الرغبة الاصيلة من مختلف الجهات والقطاعات المعنية بتحقيق التنمية المستدامة، ومن هنا تشكل المنتدى من مجموعة متميزة من علماء مصر في مختلف المجالات التنموية في يوليو 2012 في أعقاب مؤتمر ريو مباشرة. وتم إعلانه كمؤسسة مدنية لا تهدف للربح بوزارة التضامن الاجتماعي تحت رقم 708.

ومما لاشك فيه ان المنتدى قد استطاع خلال رحلة العشرة سنوات الاولى من عمره، ان يكون له بصمات وانجازات واسهامات مختلفة تلامست بقوة مع العديد من مدخلات ومخرجات عمليات التنمية المستدامة في مصر.

وتتوالى انجازات المنتدى بفضل ايمانه الكامل بأن التعاون والتنسيق والتكامل مع مختلف الجهات سواء كانت الحكومية او المدنية او الخاصة بالاضافة الى تكوين شراكات من مجموعة من شركاء التنمية الدوليين،.هى بمثابة حلقة الوصل المستدامة وبوتقة العمل الجماعي التي تسمح بان يفرز ويبرز بحق اهمية ودور المجتمع المدني ويعزز من قوته في تشكيل وتكوين راى مدني تجاه العديد من الملفات المتعلقة باهداف التنمية المستدامة.
وحرص المنتدى اثناء مسيرته على سعيه الدؤوب، ومن خلال فرق عمله المتنوعة لإحداث تكامل مؤسسي مع السياسات التنموية للدولة، وتولى العمل على دراسة المشروعات القومية العملاقة مثل (المخطط الإستراتيجي العمراني لمصر حتى عام “2052”، ومشروعات قناة السويس الجديدة، ومشروع المليون ونصف فدان، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمدن المستدامة، والمجتمعات الزراعية المستدامة، وغيرها من المشروعات القومية الهامة).

كما كان له اسهاماته الملموسة على نطاق المكون التوعوي باهداف التنمية المستدامة واهم الملفات المتعلقة بها خاصة في مختلف الجامعات المصرية الحكومية والخاصة وبادر فيها باطلاق مبادرة منتدى الشباب المصري للتنمية المستدامة، والتي كانت وما زالت هى المساحة المؤهلة لتمكين عدد كبير من شباب وقيادات مصر للاندماج داخل القضايا التنموية ذات الاولوية على الاجندة التنموية الوطنية ومكنهم ايضاً من تنفيذ مبادرات مستدامة داخل جامعتهم ومجتمعاتهم لتكون نماذج حقيقية لمبادرات يمكن تكرارها في اماكن اخرى. هذا بالاضافة الى اهتماماته القوية بمباديء التعليم من اجل التنمية المستدامة ويعمل في ذلك مع قطاع التربية والتعليم سعيا لبناء جيل لديه القدرة على ممارسة قيم التعلم المستدام.
“العمل المناخي اساس لتحقيق الاستدامة” في الاسبوع الوطني الثامن للتنمية المستدامة

تعتبر مبادرة الاسبوع الوطني للتنمية المستدامة من اهم المبادرات التي اطلقها المنتدى منذ عام 2015، والتي يتم تنفيذها بصفة سنوية، تواكباً مع الاحتفال بيوم البيئة العالمي من كل عام، والتي حظت في وقت انطلاقها برعاية دولة رئيس مجلس وزراء مصر، ويحرص المنتدى دوما على اطلاقها كحوار مجتمعي يستهدف المعنيين والمهتمين من مختلف القطاعات والجهات المعنية بغرض مناقشة قضايا محددة و ذات اولوية، ليعمل على طرح التوصيات الخاصة بها ورفعها إلى السادة المعنيين من صانعي ومتخذي القرار.

وفي هذا العام يأتي تنفيذ الاسبوع الوطني الثامن للتنمية المستدامة تحت شعار:”العمل المناخي اساس لتحقيق الاستدامة”وذلك في وقت نشعر به جميعا باننا امام تحديات كبيرة على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي، وتزداد خطورته وتهديداته كنتيجة طبيعية لحجم هذه المخاطر والتحديات، و ياتي الاسبوع ايضاً ونحن على بعد خطوات قليلة من إستضافة بلدنا العزيزة مصر لأكبر حدث اممي معني بقضية المناخ، وهو إستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بمدينة شرم الشيخ COP27 خلال شهر نوفمبر القادم بإذن الله تعالى.

حيث تعد هذه القمة بمثابة الفرصة الحقيقية التي يجب ان تتعاون فيها جميع الاطراف من اجل إستثمارها بشكل جيد يتميز بالكفاءة والفاعلية

المنصات المحلية ومبادرة “بلدنا تستضيف قمة المناخ الــ27”

ومن اجل ذلك بادر المنتدى بإحداث شراكة مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد” وجمعية المكتب العربي للشباب والبيئة بإطلاق مبادرة بلدنا تستضيف قمة المناخ الــ27، والتي تم إطلاقها في السابع والعشرون من يناير 2022، وذلك تحت مظلة ورعاية كريمة من وزارة التضامن الاجتماعي.

ويعمل المنتدى خلال إحتفاليته بالأسبوع الى احداث التكامل والتنسيق الكامل مع فعاليات المبادرة وذلك على مستوى جميع المنصات المحلية التي تم تشكيلها بمحافظات الجمهورية حيث دعا المنتدى جميع المنصات على تكثيف جهودهم داخل محافظتهم على العمل لإطلاق العديد من الانشطة التوعوية والميدانية إحتفالاً بيوم البيئة العالمي 2022 وتحت شعار الاسبوع بغرض التوعية بقضية المناخ واهم الملفات المرتبطة بذات القضية.
يعمل ايضاً المنتدى من خلال تعاونه مع المنصات المحلية للمبادرة على تضمين الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050 ضمن جلسات اللقاء الرئيسي لفعاليات الاسبوع والمنعقد في السادس عشر من يونيو 2022 بهدف تسليط الضوء على ملامح الإستراتيجية، وكذلك مناقشة الإطار الرئيسي لدور المنصات المحلية في تفعيل هذه الاستراتيجية لتعزيز دوره في ظل الاستعداد لقمة المناخ الــ27. وذلك بالتركيز على الاهداف الخمس للاستراتيجية.

اضافة الي ذلك تضمن فعاليات الاسبوع تنفيذ المنتدى لمجموعة من الانشطة التوعوية داخل عدد من المدارس والمجتمعات المحلية بغرض رفع الوعي البيئي بقضية التغيرات المناخية وحجم تأثيراتها وكيفية التخفيف والتكيف مع تاثيرتها.

2022 عام المجتمع المدني

ويؤكد دكتور عماد عدلى رئيس المنتدى المصري للتنمية المستدامة ان في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها العالم فإنه أصبح من الضرورة ان نسعى جميعاً إلى تعزيز التعاون بين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة لتحقيق التقدم ونشر الوعي في جميع المجالات وتلبية مطالب شعبنا العظيم، وذلك تاكيداً على ما جاء في مضمون كلمات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اثناء افتتاح فخامته لحفل إطلاق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في الحادي عشر من سبتمبر 2021. والذي أعلن فيه ان عام 2022 هو عام المجتمع المدني، جاء هذا الإعلان بمثابة شهادة تقدير من جانب الدولة، ممثلة في قيادتها السياسية للمجتمع المدني ودوره الهام في تحقيق التنمية التي ننشدها جميعاً. واخيراً فإننا لا نملك سوا ان نثمن بكل اعزاز وتقدير وبكامل كلمات الشكر والاعتزاز الى كل من ساهم ودعم وتعاون مع المنتدى في مسيرته الماضية وعلى املاً كبيرا في زيادة هذا التعاون البناء وتفعيله حتى نستطيع جميعا ان نحقق ما قد بدأناه ونستزيد من ثماره في التخطيط لنتائج اخرى مخططة .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى