أخبار مصرتحقيقات وتقاريرسياسةشرق اوسط

زي النهارده..ليلة قضى فيها عبد الناصر على محمد نجيب واستولى على عرش مصر

اللواء محمد نجيب زعيم الضباط الأحرار والقائد العام لثورة يوليو 1952، وأول رئيس مصري في تاريخ الجمهورية المصرية، أطاح به عبد جمال عبد الناصر، وعزله وحيداً لمدة 30 عاماَ عن العالم، ويأتي اليوم ذكرى إقصاءه عن عرش مصر، بعد عامين من توليه الرئاسة

 

تعارضت نظرة محمد نجيب الليبرالية في الحكم وتطلعه لإقامة حياة دستورية ديمقراطية، مع نظرة جمال عبد الناصر ومناصريه الذي أراد أن يتملك النظام الإشتراكي أهبة الحكم، فوقع محمد نجيب تحت ضغوضات كثيرة من مجاس الضباط الأحرار على رأسهم النقيب الشاب جمال عبد الناصر، ودفعت تلك الضغوضات الرئيس محمد نجيب للتنازل عن كرسي الرئاسة  بحلول فبراير سنة 1954، وشغل منصب رئيس الوزارة وبقى كرسي الرئاسة شاغراً.

 

ولكن بعد مناقشات ومفاوضات عدة، أعاد مجلس الضباط الأحرار محمد نجيب لكرسي الرئاسة بجانب توليه رئيساً للحكومة، والقائد العام للمجلس، وسمحوا له بإحياء الأحزاب السياسية والدعوة إلى جمعية تأسيسية لصياغة دستور.

 

وفي تلك الأثناء كان عبدالناصر يعد عدته للتخلص من محمد نجيب، فقام بتطهير أعوانه وتصفيتهم من الجيش، وما أن صفي له الجو حتى قام بإطاحته أولاً من كرسي الوزارة، ثم أطاح به نهائياً عن عرش الحكم، ووضعه تحت الإقامة الجبرية بأحد القصور بعيداً عن العالم لمدة 17 عاماً لا يسمح له بزيارة إلا القليل من الأشخاص.

 

ويقول محمد نجيب عن هذا في مذكراته: “ما أقسى المقارنة بيني و بين فاروق عند لحظات النهاية والوداع، ودعناه بالاحترام، وودعوني بالإهانة ودعناه بالسلام الملكي والموسيقى وودعوني بالصمت والاعتقال”.

 

وأضاف قائلا: “حافظت على التقاليد والأصول، لكن لم يحافظ جمال عبد الناصر لا على التقاليد و لا على الأصول، وأنا الذي فعلت كل هذا من أجله و من أجل مصر، ومن أجل الثورة، تعاملوا معي كأنني لص أو مجرم أو شرير، ولم يتصل بي عبد الناصر، ولم يقل لي كلمة واحدة، ولم يشرحوا لي ما حدث، ولم يحترموا سني ولا مركزي ولا رتبتي، وألقوا بي في النهاية في أيادي لا ترحم و قلوب لا تحس و بشر تتعفف الحيوانات عن الانتساب لهم”.

 

وظل اللواء محمد نجيب رهن الإعتقال منذ نوفمبر 1954 حتى بعد وفاة عبد الناصر في 1970، وأفرج عنه السادات سنة 1971، وظل بعيداً عن الحياة العامة حتى وفاته.

 

وكتب  في مذكراته عن قرار السادات بالإفراج عنه: “قال لي السادات: أنت حر طليق، لم أصدق نفسي هل أستطيع أن أخرج وأدخل بلا حراسة؟ هل أستطيع أن أتكلم في الهاتف بلا تنصت؟ هل أستطيع أن أستقبل الناس بلا رقيب؟ لم أصدق ذلك بسهولة، فالسجين في حاجة لبعض الوقت ليتعود على سجنه، وفي حاجة لبعض الوقت ليعود إلى حريته”

 

ورحل عن عالمنا اللواء محمد نجيب في 28 من أغسطس سنة 1984، عن 83 عاماً بعد معاناة مع مرض تليف الكبد، وتم تشييعه جثمانه بجنازة عسكرية بحضور الرئيس الراحل حسني مبارك.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى