أخبار مصر

مدينة اطلقو عليها بسكان الجن « ديرنكويو».. هل سمعت عنها من قبل؟

 

تقرير : علا الدحدوح

واحدة من الاكتشافات التي تعود بنا بالزمن للوراء قليلا وتحديدا إلى سنة 1963, مدينة أثرية عملاقة متكاملة تحت الأرض مدينة الجن”والمعروفه كما اطلقو عليها « ديرنكويو» تتألف من طوابق عديدة, في منطقة في وسط الأناضول في تركيا, ويعود تاريخ بناؤها الى القرنين السابع والثامن قبل الميلاد حسب ما ذكرته وزارة الثقافة التركية.

 


وسبب غرابة هذه المدينة أنها لم تُبنى فوق سطح الأرض أو تُحفر في أحد الجبال البعيدة بل إنها بُنيت تحت سطح الأرض بطريقة هندسية مبتكرة غاية في التعقيد والدقة، وتعتبر ديرنكويو واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية المدهشة التي تمثل تحدي كبير لأي حضارة من حضارات العالم القديم .

 

 

والمثير للدهشة حجمها الكبير وعمقها الطويل تحت الأرض ونظراً لأن سكان المدينة القدماء لم يكونوا يمتلكون أي نوع من أنواع التكنولوجيا الحديثة وكذلك افتقارهم للآليات المتطورة ، جعل علماء الآثار يقعون في حيرة من أمرهم بسبب عدم تفسيرهم للكيفية التي تم بها بناء هذه المدينة الضخمة بدون الاستعانة بأي طريقة من طرق البناء الهندسية الحديثة ، لذلك ساد الاعتقاد بين الناس أن الجن هم الذين قاموا ببناء المدينة وأُطلق عليها ديرنكويو مدينة الجن .
 

 

 

الصخور البركانية هي الميزة الأساسية التي تتميز بها الطبقات الأرضية لمدينة ديرنكويو ، ذات الصلابة المتوسطة وسكان الأناضول القدماء لاحظوا هذه الميزة وهي الصلابة المتوسطة والتي استغلوها لصالحهم في بناء وحفر المنازل والمدن الكبيرة في الجبال وتحت سطح الارض, بغاية الاتقان.
تقع مدينة ديرنكويو على عمق 85 متر تحت سطح الأرض وتتكون من 11 طابقاً (هناك طوابق لم تكتشف بعد) وتحتوي على العديد من المساكن ذات المساحات الكبيرة والواسعة.

 

 

 

وفسر بعض العلماء ذلك بأن البشر اللذين أقاموا في هذه المدينة كانوا يختبئون من شيء يخيفهم مثل عدو أو عاصفة أو غير ذلك.
يقال إن المدينة لم تكن موجودة من أجل حماية المسيحيين الجدد الذين هربوا من الاضطهاد الديني وهو الأمر المصدق نوعا ما لان الاقليم شهد هروب الكثير من المسيحيين من بطش الرومان والدليل على ذلك وجود غرف للعبادة في مدينة الجن.

 

 

 

ويقال ايضا ان المدينة تعود إلى الحضارة الزرادشتية الفارسية وهي أقدم الحضارات التي عرفتها تركيا حيث تقول الاسطورة ان الإله أهورا مازدا حاول إنقاذ الجنس البشري من الانقراض فبنى المدينة تحت الأرض.
 وهناك رواية ثالثة تقول بأن المدينة فعلا للجن والجن هم من بنوا المدينة لأن صنع المدينة وتصميمها من المستحيل أن يكون من ايادي البشر فهو معجزة في البناء قد تقارن مع معجزة بناء الأهرامات ولكن الفرق هو أننا نعرف من بنوا الاهرامات.
ويقال أن هذه المدينة بُنيت في العصر البيزنطي، حيث كان الناس في الأناضول يعيشون في منازل كبيرة محفورة تحت الأرض، وتتسع لجميع أفراد العائلة من رجال ونساء وأطفال، وكذلك توفر أماكن خاصة لتربية الحيوانات الأليفة، ومخازن للمواد الغذائية، وغرف لعصر النبيذ، وغرف
دينية ومقابر ومدرسة.
 

 

وفي طبقات أخرى إسطبلات وقاعات للطعام، ومطابخ جدرانها داكنة مسخنة من النيران التي كانت تستخدم للطبخ، والجدير بالذكر وجود فتحات للتهوية، وتصل لجميع الغرف والطوابق، ليصل الهواء تحت الأرض.
 

 

 

لم تُهجر تلك المدينة سوى في بدايات القرن الـ20، حيث كان يستغلها الكثير من للاختباء خوفًا من تعرضهم للقتل أو التعذيب، إلا أنها صارت خالية تمامًا من السكان الذين لم يتركوا فيها سوى متاعهم وأثاثهم ورحلوا ليُعاد اكتشاف المدينة عام 1963، لتصير مزارًا سياحيًا مهمًا في تركيا، ولكن لا يتم السماح بزيارة كل الطوابق فيها حيث يكتفي بأول بضعة طوابق فقط للزيارة.
ويعتقد بعض العلماء أن هناك ممرات وقنوات تربط بين “ديرينكويو” والمدن الموجودة تحت الأرض في منطقة “كابادوكيا” وهذا يدل على نوع من أنواع التعاون بين الحضارات الموجودة في تلك الحقبة من الزمان ووجود تواصل فيما بينهم دون الحاجة للخروج إلى السطح مطلقًا.

 

 

 

وتُعد تركيا الوجهة السياحية السادسة الأكثر شعبية في العالم، إذ تشتهر بطبيعة خلاّبة تجعلها محط أنظار السيّاح من جميع بقاع الأرض، وما يساعدها في ذلك طريقة حياة أهلها التي تجمع بين التمدّن والعصريّة والأصالة والعراقة، ويزيد من روعة وسحر هذه الدولة الأماكن الأثريّة الكثيرة التي توجد على ترابها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى