مراة

“مفيش حاجة اسمها موت”..في ذكرى ميلاد الراحلة نوال السعداوي تعرف عليها

 

أثارت الجدل بكلماتها اللاذعة والجريئة، أنكرت ثوابت الأديان وحاربتها بأفكارها المتحررة الغريبة عن المجتمع الشرقي المتدين، كانت المرأة أولى قضاياها فألفت الكثير والكثير يتحدت عن ظلم المرأة وحرمانها من الحياة في المجتمعات الشرقية من وجهة نظرها، حتى أنها تجرأت على الإله فكتبت مسرحية “الإله يقدم إستقالته ” وتصف فيها الذات الإلهية بالظلم وتطالبه بالتنحي، كما أنها قالت:”المسيح ابن الله، وأنا بنت الله، وتفكيري حر” إنها الطبيبة والمفكرة المصرية نوال السعداوي، والتي تمر ذكري ميلادها اليوم.

ولدت السعداوي في 21 أكتوبر 1931، بإحدى القرى التابعة لمدينة بنها، لأسرة مصرية وكان والدها يعمل بوزارة التربية والتعليم، وكانت هي الابنة الثانية من بين تسعة أطفال، وتعرضت لعملية الختان وهي في عمر ال 6 سنوات، وكانت لهذه الحادثة أثراً كبيراً في محاربتها لعملية الختان للذكر والأنثى فيما بعد، وكان أبوها ثورياً يقف في وجه الإحتلال البريطاني، كما كان من المشاركين في ثورة 1919 ، فتمت معاقبته ونقله إلى إحدى القرى الفقيرة وحرم من الترقية، فاستمدت من أبيها حب التمرد والثورية واعتناق الأفكار والتعبير عنها دون تردد أو خوف.

تخرجت نوال من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955 ، وحصلت على بكاليريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال أمراض الصدر، وظلت تعمل كطبيبة في القصر العيني تراقب المرأة عن كثب، وترصد حالات ضعفها والتعدي عليها، حتى أصبحت مسئولة عن الصحة العامة بوزارة الصحة المصرية، ولكنها فصلت من منصبها بعد تأليفها لكتاب “المرأة والجنس” تنتقد فيه حالات الختان للمرأة في المجتمع المصري والعنف الذي تتعرض له في الريف المصري وقالت عن هذا:” بعد تخرجي وعملي كطبيبة، ورؤية أطفال يجرحون أمامي بدون سبب منطقي، تذكرت ما حدث لي في السابق”، وكانت قد تميزت في مجال الطب والصحة فحصلت على جوائز عديدة من دول مختلفة في مجال الطب وحقوق الإنسان والمرأة.

تعرضت السعداوي للهجوم على أنظمة الحكم فأمر السادات بحبسها عام 1981 ، وذلك بعد تأسيسها مجلة نسوية تسمى “المواجهة” تنتقد سياسات الدولة’ وتم الإفراج عنها بعد شهر من إغتيال الرئيس، وكانت تحكي عن تدوين يومياتها في السجن فتقول:”كان السجان يأتي إلي كل يوم ويقول لي: إذا وجدت قلماً وورقً في زنزانتك فذلك أخطر من لو وجدت مسدسا، فساعدتني بائعة هوى على إدخال ورق الحمام وقلم حواجب، وهكذا كتبت مذكراتي في السجن” فكتبت كتابها ” مذكراتي في سجن النساء” وهومن أشهر أعمالها.

حاربت السعداوي كل معتقدات الأديان وخاصة الإسلام‘ فثارت على الحجات، واستهانت بالثوابت ودعت إلى تغيير القرآن وتبديله، واستهانت بتقبيل الحجر الأسود وفرضة الحج، وتعتبر من رواد الحركة النسوية في العالم العربي فكانت المرأة هي قضيتها الأولى، فأنكرت الميراث واعتبرته منقصة لحق المرأة، وهاجمت تعدد الزوجات، كما أباحت المثلية الجنسية، كما أنها أنكرت الموت وأنكرت الآخرة فقالت” هم دايماً بيحاولوا يزرعوا جوانا فكرة الخو من الجنة والنار، ومفيش لا جنة ولا نار، وبيخوفونا من الموت ومفيش حاجة اسمها موت أصلاً”.

رحلت نوال السعداوي عن عالمنا في مارس الماضي عن عمر يناهز ال 90 عاماً، تاركة وارئها مؤلفات وإرث من الأفكار الغريبة التي لم يعرف طريقاً إليها إلي القليل، من أبناء المجتمع الشرقي المتدين والنابذ لأفكار التحرر الغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى