سياسة

مكرم عبيد..السياسي المناضل والمحامي الجرىء

“مصر ليست وطناً نعيش فيه، ولكن مصر وطنُ يعيش فينا”

كانت كلماته الوطنية والحماسية تنبع من فؤاده المكافح والمناضل من أجل رفعة الوطن وحريته، كان خطابياً بارعاً كلماته من نار لها “شنة ورنة” نظراً لفصاحته اللغوية وشخصيته القوية، إنه المفكر والمحامي المصري وأحد وزاء مصر السابقين مكرم عبيد، واحد من رموز الحركة الوطنية في القرن العشرين، وتحل ذكرى ميلاده اليوم.

نشأ الزعيم الراحل نشأة ريفية خالصة بين أحضان الصعيد المصري بمحافظة قنا عام 1889، والتحق بجامعة أكسفورد لدراسة الحقوق، وحصل على الدكتوراة في عام 1912.

تقلد المناصب فعمل سكرتيراً في جريدة الوقائع المصرية، ثم سكرتيراً للمستشار للمستشار الأجنبي فترة الحرب العالمية الأولى.

كان مكرم عبيد محامياً بارعاً فطالب بحرية الرأي والتعبير، وحرية الصحافة، كما كان له الفضل في تأسيس النقابات العمالية، وضع الحد الأدني للأجور، والتأمينات للعمال وتوفير حياة كريمة لهم، ولهذا فقد تم تعيينه نقيباً للمحاميين، وله مرافعات شهيرة تدرس في القانون حتى الآن.

انضم إلى حزب الوفد في عام 1919، وكان بصحبة سعد زغلول في الوفد الذي نضل من أجل حرية الوطن، كما عين سكرتيراً عاماً للوفد، ومع تصاعد الأحداث وارتفاع حدة الخطابات التي تندد بالإحتلال، تم نفيه خارج البلاد ليحلق بسعد زغلول، كما عين وزيراً للمواصلات عام 1928، ثم وزيراً للمالية بعد معاهدة 1936، وحصل على الباشوية، وشارك في الوازة الثلاثية التي ضمت أحمد ماهر والنقراشي عام 1946.

سحب الباشا مكرم عبيد ولاءه من حزب الوفد وذلك بعد خلافه الأكبر مع مصطفى باشا النحاس رئيس حزب الوفد آنذاك، وذلك لرغبة زوجة الثاني في إبعاد الأول عن خلافة كرسي رئاسة الحزب بعد مصطفى باشا وتعيين سراج الدين لخلافة النحاس، رغماً عن أحقية مكرم باشا بخلافة الحزب.

بعد تعيينه وزيراً للمالية جمع مخالفات مالية كبيرة لحزب الوفد وعرضها أمام الملك في مجلد يسمى “الكتاب الأسود” فثار أعضاء الوفد عليه، وأجمعوا ففصلوه من مجلس النواب، كما زاد حنق مصطفى باشا عليه فرماه في المعتقل.

توفي مكرم عبيد في 5 يونيو 1961 وتم تأبينه بكنيسة المرقسية بالأزبكية، وتم تأبينه بمشاركة السادات نيابة عن عبد الناصر، كما تم تكريمه وإطلاق اسمه على أحد أهم شوارع القاهرة بمدينة نصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى