أخبار مصر
أخر الأخبار

من ملتقي الفكر الأسلامي الذي يقام بمسجد سيدي عبدالرحيم القنائي بقنا

 

مواصلة لقاء علماء الأزهر الشريف ووزارة الاوقاف بقنا 

حيث اللقاء مع الدكتور علاء فتحي الغريزي الأستاذ بكلية الدرسات الأسلامية والعربية للبنين بجامعة الازهر الشريف بقنا

وفضيلة الشيخ أبرهيم محمد السيد الامام والخطيب بوزارة الاوقاف بمسجد السلام بالدندراوية بقفط

 

حيث تحدث في البداية الدكتور علاء فتحي الغريزي واستهل حديثة بقولة

 من أعظم خصال الخير التي حث الله عليها في كتابه الكريم، وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم .

ولعظم الصبر ذكره الله في القرآن الكريم بمشتقاته أكثر من مائة مرة .

فما أحوجنا ونحن في هذا الشهر المبارك الفضيل إلى أن نصبر على طاعة الله، وأن نجتهد في القرب من الله، فما هي إلا أيام معدودات كما قال رب الأرض والسموات: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ أيام معدودات، أيام محدودة قليلة، ستنتهي وتنقضي، وينتهي معها ألم العبادة ومشقتها، ويبقى الأجر والثواب مُدَّخَرا لمن صبر فيها وعمل صالحا، وتبقى الحسرة والندامة يتجرعها من فرّط فيها وقصّر.

وفي الصوم صبرٌ على طاعة الله، وصبرٌ عن معصية الله

الصبر على طاعة الله:

المراد بالصبر على الطاعة: الصبر على أداء العبادات والطاعات التي فرضها الله سبحانه على عباده المسلمين؛ لأن النفس بطبعها تنفر عن العبودية وتشتهي الشهوات ، وذلك لثقل أداء العبادات.

فمن العبادات ما يثقل على النفس أداؤها بسبب الكسل كالصلاة، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسبب البخل كالزكاة، ومنها ما يثقل على النفس أداؤها بسببهما معا، كالحج والجهاد.

 وفِي رَمَضَانَ تجتمع جل هذه العبادات التي تحتاج إلى صبر، ففي رمضان صِيَامٌ وَقِيَامٌ، وَصَلاةٌ وَتِلاوَةُ قُرآنٍ، وَفِيهِ بِرٌّ وَجُودٌ وَإِحسَانٌ، وَإِطعَامٌ طَعَامٍ وَتَفطِيرُ صُوَّامٍ، وَفِيهِ ذِكرٌ وَدُعَاءٌ وَتَوبَةٌ وَاستِغفَارٌ، وفيه زكاة .

فإذا لم يكن الإنسان متحليا بالصبر على هذه الطاعات ربما تركها كلها أو بعضها.

الصبر عن معصية الله:

المراد بالصبر عن المعصية: الصبر عما نهى الله عنه من المحرمات والمعاصي، 

     وفي رمضان كَفٌّ لِلِّسَانِ عَنِ الكَذِبِ وَالزُّورِ وَاللَّغوِ، وَزَمٌّ لَهُ عَنِ السَّبِّ وَالشَّتمِ وَالصَّخَبِ، وَمَنعٌ لَهُ عَنِ الجِدَالِ وَالغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ، وَفِيهِ غَضٌّ لِلبَصَرِ عَنِ النَّظَرِ إِلى مَا لا يَحِلُّ، وَإِغلاقٌ لِلأُذُنِ عَن سَمَاعِ مَا لا يَجُوزُ، وَحِفظٌ لِبَقِيَّةِ الجَوَارِحِ مِنِ اقتِرَافِ المَعَاصِي وَاجتِرَاحِ السَّيِّئَاتِ وَالآثَامِ.

وَفي نِهَارِ رَمَضَانَ يَترُكُ الصَّائِمُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهوَتَهُ، فَيُحِسُّ بِأَلَمِ الجُوعِ وَحَرَارَةِ العَطَشِ، وَتُصَارِعُهُ نَفسُهُ تَوقًا إِلى مَا تَشتَهِيهِ فَيَمنَعُهَا وَيَحجُزُهَا، وَكُلُّ ذَلِكَ يَحتَاجُ إِلى صَبرٍ وَمُصَابَرَةٍ

وهناك 6 كرامات للصابرين، وهي:

– المحبة؛ قال تعالى: «والله يحب الصابرين».

– النصر؛ قال تعالى: «إن الله مع الصابرين».

– غرفات الجنة؛ قال تعالى: «يجزون الغرفة بما صبروا».

– الأجر الجزيل؛ قال تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».

– البشارة؛ قال تعالى «وبشر الصابرين».

– الصلاة والرحمة والهداية؛ قال تعالى: «أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».

وتحدث بعد ذلك الشيخ / إبراهيم محمد السيد

حيث أستهل حديثة عن الصبر فقال

 

للصبر مكانة عظيمة في الإسلام ومن عظمه ومكانته وشرفه فقد ذكر الله عز وجل الصبر بمشتقاته في القرءان الكريم في أكثر من سبعين موضعا

ومن عظمه وشرفه ومكانته سمي الله نفسه به فمن أسمائه الحسني ( الصبور )

وقيل أن الله تعالي أوحي إلي سيدنا داوود عليه السلام فقال : ياداوود تخلق بأخلاقي وإن من أخلاقي أني أنا الصبور

ومن عظمه ومكانته وشرفه أن الله وصف به وامتدح به رسله فقال تعالي : فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل

وقال تعالي : وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ، وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين

وسيدنا أيوب استجاب الله لدعائه وكشف ما به من ضر بسبب صبره علي بلاءه فقال تعالي له : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا 

وبسبب صبره مدحه فقال تعالي عنه : نعم العبد إنه أواب

 

والصبر نصف الإيمان كما أخبر وورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم 

وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما علي الأنصار فقال لهم أمؤمنون أنتم ؟

فسكتوا ، فقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نعم يارسول الله

فقال صلى الله عليه وسلم: وما علامة إيمانكم ؟ 

فقالوا : نصبر علي البلاء ، ونشكر في الرخاء ، ونرضي بالقضاء

فقال صلى الله عليه وسلم: مؤمنون ورب الكعبة .

فسموا مؤمنين لأنهم يصبرون علي البلاء

ولذلك يقول سيدنا علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه- : الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فلا جسد لمن لا رأس له ولا إيمان لمن لا صبر له .

حتي قال بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين : ما كنا نعد للرجل إيمانا إذا لم يصبر على الأذي ، لأن الله عز وجل يقول : لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذي كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور “

وتابع الشيخ ابراهيم قائلا

وقد قسم علماؤنا رحمهم الله

الصبر إلي ثلاثة أنواع :

الأول : الصبر علي طاعة الله

الثاني : الصبر علي معصية الله

الثالث : الصبر علي أقدار الله

 

النوع الأول :

الصبر علي طاعة الله

فجميع الطاعات وجميع العبادات حتي الفرائض نفسها تحتاج منا إلي صبر عليها 

بداية من الإيمان بالله إلي أقل عبادة

فعندما اشتد الأذي من المشركين علي المستضعفين من المسلمين 

يقول أحد الصحابة : شكونا إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة وقلنا له: يارسول الله ألا تستنصر لنا ، ألا تدعوا الله لنا ؟

فقال صلي الله عليه وسلم: لقد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ويوضع المنشار علي رأسه فيشق نصفين ويمشط بأمشاط من حديد بين لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن الله هذا الأمر حتي يسير الراكب من صنعاء إلي حضرموت لا يخشي إلا الله ، والذئب علي غنمه ولكنكم تستعجلون .

والأنبياء أشد الناس وقع عليهم الإيذاء من أقوامهم ومع ذلك صبروا 

ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فكان أشدهم وقع عليه الإيذاء فقد كذب وأوذي وأخرج من بلده بل وشتم وضرب حتي أدموا قدمه الشريفة صلي الله عليه وسلم

ومع ذلك صبر 

ولما جاءت فرصة الانتقام في فتح مكة لم ينتقم وعفا عنهم وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء

وكذلك الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أوذوا وصبروا وكلنا نعلم قصة سيدنا بلال ووضع الحجارة في وقت الظهيرة وشدة الحرارة ولكنه صبر وقال أحد أحد

ومر صلي الله عليه وسلم على سيدنا عمار بن ياسر وأهله عندما كانوا يعذبون فقال لهم : صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة 

والأمثلة علي ذلك كثيرة يضيق المقام عن ذكرها

وكذلك من الصبر علي الطاعات الصبر علي الصلوات وأداؤها في أوقاتها يحتاج إلي صبر

فقال تعالي : وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها

والزكاة تحتاج إلي صبر لأن المال سمي مالا لأن النفوس بطبعها تميل إليه فالتصدق أمر شاق علي النفس يحتاج إلى صبر

والصيام يحتاج إلي صبر الصبر علي شهوتي البطن والفرج الأكل والشرب والجماع فقد سمي شهر رمضان بشهر الصبر

وهكذا جميع الطاعات

يقام الملتقي تحت رعاية وزارة الأوقاف المصرية ممثلة في معالي الوزير الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وقيادات الوزارة الأكارم، ومديرية أوقاف قنا ممثلة في فضيلة الشيخ الدكتور ماهر جبر وكيل وزارة الأوقاف بقنا، وقيادات المديرية فضيلة الشيخ الدكتور أحمد أبو الوفا مدير عام الدعوة بالمديرية، وفضيلة الشيخ الدكتور أحمد حافظ رئيس شؤون المساجد بالمديرية، وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله حارس مدير الإرشاد الديني بالمديرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى