عاجلمقالات وآراء
أخر الأخبار

هؤلاء لم يذوقوا طعم الوطن ولا الحنين

 

لماذا يعشق الرجل أكثر من امرأة؟
وخاصة المتزوجين سابقا وحاضرا
وبعد دراسة ومطالعة على دراسات كتبت حول الموضوع وجدت أن جذور المشكلة تعود لكثير من الأمور المهمة جدا ألا وهي أن المراة تثق من أمومتها لطفلها أيا يكن الأب ولكن الرجل لا يثق بأبوته لطفله من هنا نجد سلوك الرجل مع المراة وخاصة في مجتمعنا الشرقي الذي يعاني من قلق الموت هذا القلق ذو الارتباط الوثيق بالسلوك الجنسي وهو خارج موضوعنا الآن وان كل ما يظهر من سلوك للرجل في تعامله مع المرأة ما هو الا فروعا ظاهرة فوق السطح لهذه الجذور والبعض يسأل عن هذه الاسباب وأنا انقلها هنا بكافة أسبابها وعلل وجودها.

أولاً: هل لديه هواية التنقل بين أنثى واُخرى ، مثلا يبحث عن الحنان وعندما يجده يشعر بأنه يحتاج للمزيد وهذا يدل على أصل التربية من الصغر بسبب افتقاده للحنان الأسري وغيرها.

ثانيا: هل هناك عدم اكتفاء بامرأة واحدة مثلا أن يحب امراة ولكنه يبقى متنقلا من واحدة إلى أخرى، هل السبب مرض نفسي داخله لعدة أسباب شخصية ، فنراه يعشق امرأة ورغم حبه لها يخسرها من أجل نزوة عابرة تتعلق بتربيته وهروبه من أشياء لا يحسن تدبيرها فيفقد بذلك أجمل ما في الوجود وهو الحبيبة.

ثالثا : هل يبحث عن حبه الأصلي أي حبه القديم الذي رافقه خلال فترة المراهقة إلى فترة البلوغ وحرم من هذه الأنثى لسبب ما ثم التقيا لاحقا ليعود هذا الحب وهاجا وكأنه في فترة البداية.

هل كان في عقله رسم لامرأة من عالم الخيال وفجأة تجسدت أمامه حقيقة ،
لا وإلا لما عشق أكثر من واحدة فهل يا ترى يبحث عن حب فقده بين كل تلك العلاقات والوجوه ، وحين لا يجد بينهم وجه من أحبها يتركها حزينة خائبة .

رابعاً: هل هو الملل أي أنه تعود على زوجته الكلمات هي الكلمات العادات نفسها والتصرفات هي ذاتها وحتى الحياة الزوجية أصابها البرود والفتور، لا يحاولان إضفاء أشياء جديدة فحياتهما يصيبها شي من الرتابة لهذا هو يبحث عن امرأة اخرى تعيد رونق حياته ليشعر بأهميته ،وبأنه ما زال مرغوبا من قبل النساء .

أو هل هي حالة نفسية لدى البعض في التنقل من حضن إلى آخر وإيجاد حجج وحلول لكل علاقة.

وهل هي هواية أو ربما يكون مرضا نفسيا لدى بعض الرجال التنقل من إمرأة إلى أخرى ولا تكفيه إمرأة واحدة .

لأن الرجل حين يجد وطنا له عليه أن يكتفي به دون البشر الا إذا كان يعيش لاهيا بلا حنين.

إذا هل هو حب قديم ، ليس ضرورياً فالحب هو روح يستمر باستمرار الحياة وفناءها.
فلكل امرأة نكهة ولون والرجل يعشق في المرأة الروح فيتحدان معا.

جميعها تساؤلات واستفسارات تأخذنا بعيداً ولكن ..

السبب هو ربما تكوني أنت يا حواء في كثير من الأمور ، لعلك وهبت الثقة لمن لا يستحقها .

ولكن مهما تعددت الأسباب ومهما كان الرجل متنقلا وهوائيا وغير عابىء بمشاعر الأخريات ، لكن هناك رجال يعشقون بصدق ويرحلون عشاقا أمام هذا الوعد الكبير أمام الله.

فالرجل كالطفل بطبعه فهو مثلك يا حواء يحتاج الحب والعطف وكي تحتفظي به عليك أن تكوني طفلة أمامه وفي نفس الوقت قوية يشعر أنه يحتاجك لا فقط تحتاجينه .
تغيري لأجله ليس عليه أن يراك في نفس الصورة دائماً . تعلمي أن تكوني جميلة في عينيه , بريئة ، مشاغبة أحيانا وحينا وديعة ، حاسمة وكذلك طيبة ، تعلمي أن تكوني عشيقة له وأيضاً زوجة.

باختصار أن تمتلكي كل ما يبحث عنه في إمرأة واحدة .. دعيه يحبك على طريقته. وكوني تارة صديقة وحينا آخر كوني زوجة ورفيقة ومساعدة في اتخاذ القرارات التي تساعده في الوصول إلى الراحة الذاتية
ولأن الرجل هو جندي والمرأة هي وطن له ولأن الحب هو روح وحين يفقد هذا الجندي صلة الروح يحاول أن يبحث عن وطن جديد يعطيه ما يبحث عنه وهذا الوطن ربما يكون حبا قديما التقى به صدفة وهو يبحث عن شيء افتقده في رتابة الأيام إن كان قبل زواجه أو بعد زواجه .

وللمرأة كذلك دور كبير فيما فقده لأن الرجال تختلف بين المحب والمخادع والهوائي ، عليها أن تعرف أن هناك جندي في عالمها يحتاج إلى حبها ،إلى كلمة جميلة منها إلى صداقتها وتفهمها فالحب انصهار روحين في جسد .

فالرجل يا حواء ليس فقط بحاجة لطعامك كي يعيش بل يحتاج إلى شيء كبير، روح تساعده في هذا المشوار الصعب ، وحين يعشق الرجل أخرى هذا لا يعني أنه دوما مخطئ في حبها ربما هي أيضاً ظنته وطنا لها كانت تبحث عنه فأعطاها الأمان والإهتمام واحتمت به دون الرجال فهي كذلك عاشقة وأم ووطن لمن يحبها ويحتاجها .

ولا نستطيع شيئا إلا أن نعيد ما كان لنا بما يتلائم ونرمم ما تكسر بقدر استطاعتنا كي نستمر وعلينا أن نفكر قبل بناء أي علاقة، وعلينا أن لا نرمي اتهامنا على المرأة الأخرى فهي بطريقة ما عرفت كيف تكون كل ما يبحث عنه فهي كذلك حواء.

وحين تريدين الإحتفاظ برجل ليكن بسلام وحب وتفهم وحاولي بناء ما فقدتيه فالرجل حين ينظر لغير امرأته معنى ذلك إما أنه هوائي لا يعرف الإستقرار أو أنه لم يجد ما يريده في بيته فقد شيئا ثمينا وهو الحب والوطن ، وأنت السبب في عدم الإكتفاء هذا ، حتى لو كان هناك حب قديم لم تستطع أي إمرأة في العالم أن تنتزعه من قلبه وهذه فقط هي حدود الوطن ، وإما أن يكون رجلا فقد ظله ولن يهتدي يوما إليه فيضيع وسط تنقلاته من امرأة إلى أخرى.
فهؤلاء لم يذوقوا طعم الوطن ولا الحنين ولن يحتفظوا بشيء جميل أبدا .
Zizi daher

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى