مقالات وآراء

وصايا النيل في أحرف التاريخ القديم

 

كتب_وليد أحمد 

“إذا انخفض منسوب النهر، فليهرع كل جنود الملك ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيد حريته”..
 نص فرعوني وجد على جدران مقاييس النيل بمعبد إدفو بأسوان، فكما قدس المصريون القدامى نهر النيل، وربطوا به الكثير من العقائد الدينية، فإن من قدسيته أيضاً أن يقدموا له الحماية، ويدافعوا عن مجرى شريانه، فلا يلوثه أحمق ولا يحبسه عدو، وذاك ما أسميه بالعهد القديم، فتلك الحضارة التي عرفها التاريخ بشمسها الساطعة، وعلمها الوافر، قامت على ضفتي النيل أنفاسها تتأهب لصناعة المجد، فعكست على صفحات النيل الزرقاء الحضارة والحياة، عنها قال المؤرخ هيردوت العبارة الشهيرة “مصر هبة النيل”
 وكيف لا والماء سر الحياة؟!

تتوالي السنين، وتتوافد العقود والأجيال، ويبقى للنيل مكانته في إثراء الحياة لمصر وأهلها، فتبقى المهمة محفوظة لا تنتهك ولا ينالها ضعفٌ أو وهن فأقول :
على العهد القديم.. قائمون، 
فإن فرط  المصري في مياه النيل، لم يفقد فقط مصريته وإنما فقد الحياة. 

مرت عدة سنوات على المفاوضات المصرية السودانية مع الجانب الأثيوبي، كلها فشلت تحت مراوغات وتعنت دولة أثيوبيا، ولم تدخر مصر جهداً للحفاظ على حقوقها المشروعة، فآثرت الدفاع عن حقوقها بالسلم والتفاهم والدبلوماسية الحكيمة والرشيدة، وهنا مصر تضرب لنا مثالاً أن السلم أفضل الطرق المؤدية إليه هو السلم ذاته، فهل يعد ذاك تقاعس من الدولة على الحفاظ على حقوقها في مياه النيل؟! 

كلمة قال الرئيس السيسى “لا يجوز أن تستمر المفاوضات إلى مالا نهاية” إذاً فالدولة وضعت نصب عينها أولاً أمام دبلوماسيتها الحكيمة في التوصل إلى إتفاق ملزم يحفظ حقوق كل الأطراف، فلا يعد تقاعساً أبداً أن تلجأ إلى التشريع الدولي في الحفاظ على مقدرات بلادك، إذاً مصر لديها خيارات أولها الضغط الدبلوماسي، فإذا وصلت مصر إلى حائط سد مع تعنت الجانب الأثيوبي، فإن للبيت ربُ يحميه. 

طمن قلبك، ومتع ناظريك بصفحات النيل الزرقاء، غني للنيل وللحياة، هنئ فؤادك بنصيبك الوافر والمحفوظ من مياه النيل، فإنا على العهد القديم.. قائمون.. محافظون.. مواظبون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى