مقالات وآراء

وليد أحمد يكتب: وماذا بعد الإحتفال ؟!

 

 

في ليلة أمس وقفت بمنتصف ميدان التحرير بالقاهرة بصحبة أحد الأصدقاء، نودع سنة قديمة ونستقبل سنة جديدة تحمل الكثير من الأحلام والطموح في طور المسؤولية التي تجعل من الشاب كهلاً عجوزاً قد اتكأ عليه الزمان فوقف ثابتاً دون أن يجثو على ركبتيه.

 

وفي العادة أنا لا أهوى الإحتفالات ولكن الذاتية البشرية التي تأبي إلا أن تمزجني في ألوان الحياة والناس، قادتني إلى وسط الجموع “اغزهم في عقر دارهم” أراقب الناس بعيون تبحث عن الإجابة.

 

وقف الجميع في ساحة الميدان يرتقب اللحظة الحاسمة بأنفاس متلهفة لعام أفضل، وانتظرت أنا نزول المعجزة التي ستنزل من السماء لتغير العالم بداية السنة الجديدة، انتظرت ملائكة السماء يرفرن بأجنحتهن فوق سماء القاهرة في وسطهم “جبريل عليه السلام” يبلغ رسالة ربه لخلقه : ” يا عبادي لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون”.

 

فدقت الثانية الأولى من 2022 ولم أرى إلا توهج الألعاب النارية ينطلق من برج القاهرة معلناً عن ميلاد سنة جديدة، فصحوت من غفلتي قليلاً وطردت أحلام اليقظة لأرجع إلي الواقع إلى حيث أنتمي أنا وينتمي الجميع.

 

في نفس اللحظة التي يحتفل فيها الناس وجدت أطفالاً على جانب الطرق يحتفلون برأس السنة على طريقته الخاصة ” ملابس ممزقة، وبرد قارس، ووجوه عجوزة “..ركبت إحدى عربات المواصلات العامة فصارعتني ” الزحمة ”  وسلب مني الإنفجار السكاني الهواء، وقد ترائت لي في تلك اللحظات مشاكل المجتمع تنهمر كالسيل في زمن الفيضان، تزاحت لدي الخواطر فقلت: وماذا بعد الإحتفال؟!

 

لا أدري ما فائدة السنون وهي تمر مرور الكرام، لا تغير من ذاتنا أو حياتنا شيئاً، إن أجمل ما في الحياة ليست أيامها ولا أوقاتها ولا السنين المقبلة ولا الماضية..وإنما نحن.

 

“لا يتمثل العام الجديد في كوننا مضطرين للإقبال على عام جديد، بل ينبغي علينا أن نتحلى بروح جديدة”

(فتشيرتيرتون)

كلما زدنا بهاءً وقوة فإن أوقاتنا ستغمرها السعاة، الوقت لا يغير شيئاً ولكن نحن من نحكم على الوقت بما نفعل، فهو لحظة الحصاد وأنت الزارع، السنة الجدية لن تغير شيئاً من ذاتها فدع طموحك يعتمد على ذاتك وليكن إيمانك بذاتك أعظم من إيمانك ب 2022.

 

كل عام وأنتم بخير ورزقكم الله السعادة في أنفسكم وأهليكم وأوطانكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى