ادب وشعر

“غموض” – حوار الساعة

 

من أوقف الوقت. بغير عمد أم بقصد و  بعمد ،أو بظروف قاسية قاهرة  طارئة ،أو فقط توقف عند نهاية الحد ؟؟؟؟ و إنتهاء الساعة ، و عندما حل الموت ،بكل قوته ،فأعلن النهايات ،كان الخوف و  الوجع و ٱبتلاء كبير بين هذا و ذاك ، شيء قاهر ،طارئ ، مزعج ،مخيف ،غامض
الغموض ،يلف الأمكنة المهجورة ، هواجس مختلفة  و فلسفة لا تنتهي أبدا ،،و جزء كبير من القلق يسود ،كلما تخطينا حاجز الصمت ،إنزلقنا في متاهات و أسئلة بدون أجوبة….
فعلا ،حقا ،ماذا قد تم هنا ،و لما هذا في هذا المكان المخيف الصامت الذي يتحدث بألف لغة و لغة  ، لا تفهم في أيها قاموس
شيء مبهم هنا ،حقا ،يدور ألف سؤال و سؤال ،و تبقى الإجابة مبهمة بدون إجابة ،أو إجابات مختلفة ،تدخل في متاهات لا تنتهي أبداااا
هنا
في قصر مهجور ،في أدغال غابة منسية في أوربا بإيطاليا
كل شيء كما هو كان  ينتظر أحدا ما لفك هذا اللغز الغامض 
عندما فتحت باب القصر المهجور  لاحت غرفة مجهزة بأفخر المقاعد بأفخر الكراسي و بأثات جد فاخر مذهب  بطولات زجاجية عليها طقم القهوة الفاخر و طقم الشاي على طاولة أخر. بمعالق مذهبة , و هنالك مدفأة برواز فاخر خشبي و على طاولتها أثات فخم ،و حيوانات محنطة من بط و طيور و ثعالب 

مقالات ذات صلة

هنا 

أطباق  فاخرةعلى مائدة الطعام ،معالق على جانب كل صحن أبيض مطرز بالذهب على الجوانب ،و شوك من فضة 
أكواب كرسستالية  رفيعة  بقي فيه نخب من تلك الأيام السعيدة
سترة سوداء  فاخرة معلقة على أحد الكراسي  ،أو حذية من ذوق راقي  ،على جانب المائدة دولاب به طقم فاخر من الصحون  بلونين أبيض و أزرق من بورسلانة إيطالية ، و بالقرب المطبخ لازال كما هو به فرن  ،و أواني نحاسية للطبخ ،مطبخ مجهز بكامل أشياء المطبخ في زمن القرن الثامن عشر  ،هنا تشم رائحة غريبة أكيد هي رائحة الزمن و عبقه و تاريخه ،شيء مميز جدا ، حقا ،هذه الرائحة لا تشبه أيتها رائحة

هنا ،قد توقف الوقت و توقفت الساعات و توقفت الحياة ،الموت أعلن وجوده و بقي قصر على عروشه خاوي، شبع و سيشبع موتا ….

تساءلت كل شيء لازال في محله  ،و كأن أصحاب هذا البيت خرجوا ،لكنهم كانت لهم نية في العودة ،و لم يعرفوا بأن ذاك الوقت سيتوقف و يرغمهم على ألا عودة   ،لقد بقيت أشياءهم  كما تعودوا أن يضعوها ،لازالت تنتظرهم  و لعلهم يفقهون فلسفة الرجوع…

هنا 
و مع صعود السلالم الخشبية المزركشة الفاخرة على جوانبها صور قديمة تعود لأسرة باروشيدي لافارا  جيمس و للسيدة أنطونيطا باروشي دي لافارا  ،و بعض من صور اإبنتهما جونيدا  باروشي دي لافارا ن بلباس أسود  و بظفائر طويلة ،مع نظرة تائهة ،و في برواز آخر مذهب  صورة الفتاة الصغرى روزا ماري باراشي دي لافارا ، بنظرة طفولة متذفقة بالحياة ،يالها من جميلة  ،كلا الفتاتين بلباس أسود ،لكنهما مميزتان في تلك الصور المعبرة ،حقا جميلتين كانتا ،ترى ،ماذا فعل الوقت بهما ،و ما هي قصتهما ، و أين هما أو أين قبرهما ، كل واحدة معلقة في برواز  خشبي ذهبي  به غبار شبكات من خيوط العناكب التي إستولت على المكان بدون حرب و بدون خسارة ،
نعم العناكب ،. الغبار كانوا من الفائزين ،و ذاك الصمت المطبق ،و تلك الحشرات كذلك سيطرت على كل شيء و تواجدت مستعمراتها في كل مكان ، و في الطابق العلوي  حجرات  بها ستائر  بيضاء تتطاير مع الهواء و أسرة فاخرة من خشب أرز فاخر إيطالي مذهب ،  عليها أغطية بيضاء مطرزة بيضاء  ناعمة  و وسائد من ريش النعام الناعم 
على جانب اليمين حمام رخامي مذهب  ،و فوط بيضاء معلقة 
هنا توقفت ساعة كبيرة ثمينة  من خشب أرز بني  ملون على ساعة الثامنة ،ام يعودوا أصحاب القصر ،إختفوا في زمن ما , و بقي القصر ينتظرهم على أمل العودة ،لكن الزمن و الموت و الغموض لعب لعبته ،و لم يعودوا
ترى ماذا قد حصل لهم ، أين هم ، أين ذهبوا ، و ما الذي وقع و لما في لحظة ما خرجوا و لم يجمعوا حقائبهم و لا أمتعتهم و لا ينظفوا المائدة ،كل شيء كان مرتب  ، ألبسة في الدواليب فاخرة و أحذية و سيارات من القرن الثامن عشر في الحديقة ، و قد طغت الأشجار و مخلفات الطيور و أعشاشها على السيارت و أكل الغبار و الأتربة لمعانها 
شيء غريب
أين هم و لما توقف الوقت،!!!!

حقا  ،شعرت بالألم الكبير و أنا داخل هذا القصر الخالي من أهله الذي بقي على حاله منذ أن خرج أهله في زمن ما في ظروف غامضة لم تعرف لحد الآن
ألم ،حزن  ،حيرة غموض و بكاء بدون صوت .

 

الشاعرة و الكاتبة المغربية الأندلسية نادية بوشلوش عمران

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى