منوعات

“تهمة التيك توك” جريمة جديدة تنضم لسجل الجرائم في المحاكم المصرية

كتب : نورهان مهدي 

 

في السنوات السابقة تطورت منصات التواصل الإجتماعي بشكل كبير مما يتيح للمستخدم سهولة أكثر في استخدام المنصة الخاصة به مدعمة بسياسة خصوصية فائقة الحماية للحفاظ على بيانات المستخدم في سرية تامة. وفي عام 2017 أصدر لأول مرة منصة جديدة تسمى “التيك توك” للعالم، ومن بعدها انتشر التيك توك بشكل هائل خاصة من الفترة التي بدأ فيها الحظر المنزلي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد فأصبح الوقت كل ما يمتلكه الفرد ،ولذلك أنتشر التيك توك وكثُر عدد مستخدميه.

ما هو التيك توك؟

تيك توك، المعروف في الصين باسم دوين Douyin (بالصينية)، هي خدمة شبكة اجتماعية لمشاركة الفيديو مملوكة لشركة بايت دانس الصينية. تُستخدم منصة الوسائط الاجتماعية لإنشاء مجموعة متنوعة من المقاطع المرئية القصيرة، من أنواع مثل الرقص والكوميديا والتعليم، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى دقيقة واحدة (3 دقائق لبعض المستخدمين). تعد تيك توك نسخة دولية من دوين Douyin، والتي تم طرحها في الأصل في السوق الصينية في سبتمبر 2016. في وقت لاحق، تم إطلاق TikTok في عام 2017 لنظامي آي أو إس وأندرويد في معظم الأسواق الصين القارية؛ ومع ذلك، فقد أصبح متاحًا في جميع أنحاء العالم فقط بعد اندماجه مع خدمة وسائط اجتماعية صينية أخرى، وهي ميوزكلي، في 2 أغسطس 2018.

يتيح تطبيق تيك توك للجوال للمستخدمين إنشاء مقطع فيديو قصير لأنفسهم والذي غالبًا ما يحتوي على موسيقى في الخلفية، ويمكن تسريعها أو إبطائها أو تحريرها باستخدام مرشح. يمكنهم أيضًا إضافة صوتهم الخاص أعلى موسيقى الخلفية. لإنشاء مقطع فيديو موسيقي باستخدام التطبيق، يمكن للمستخدمين اختيار موسيقى خلفية من مجموعة متنوعة من أنواع الموسيقى، وتحريرها باستخدام مرشح وتسجيل مقطع فيديو مدته 15 ثانية مع تعديلات السرعة قبل تحميله لمشاركته مع الآخرين على تيك توك أو منصات اجتماعية أخرى. يمكنهم أيضًا تصوير مقاطع فيديو قصيرة متزامنة مع الأغاني الشعبية.

ما الذي يجعله مختلفًا عن باقي منصات التواصل الإجتماعي؟

تيك توك سهل الاستخدام كمان أنه متاح بجميع اللغات وأيضا يمكن لأي أحد استخدامه بكل سهولة وذلك عن طريق إنشاء الحساب الخاص بك على تيك توك ومن ثم تبدأ رحلتك في عالمه الملئ بالدهشة وكل ما هو غير متوقع وجديد.

“التيك توك مسلي جدا ومش بزهق وأنا فاتحه أبدا، ودايماً بكلم صحاب جديدة اللي بيشوفوا فيديوهاتي وبيحبوها.” هذا ما قاله “زياد” الطفل صحاب العشر سنوات لتوضيح سبب شغفه بالتيك توك. قال أيضًا إنه من الممكن أن يستمر في مشاهدة فيديوهات التيك توك لمدة تصل إلى 4 ساعات متواصلة دون ملل ووصفه بأنه عالم مختلف وهادئ يفصله عن المذاكرة والشجار مع أخوته وأصداقائه.

آراء مؤيدة  :

قالت” سلمى” فتاة في سن السادسة عشر من عمرها أن التيك توك يحتوي على كل شيء تريد مشاهدته وأنه يمكنك مشاهدة عشرات الفيديوهات في وقت قصير جدا. وأضافت أيضًا أنه بالرغم من تعدد جرائمه حالياً إلا إنه يحتوي على بعد الفيديوهات المفيدة علمياً التي تسهل على بعد الأطفال وحتى الشباب العديد من الأمور الحياتية وتقدم لهم النصائح المفيدة. لكنها أكملت بأنها قد شاهدت العديد من الفيدوهات لفتيات وشباب في مثل عمرها وأصغر يصنعون فيديوهات غير ملائمة للعادات والتقاليد المصرية ودائما ما تنصح صديقاتها بمقاطعة مثل هذه الفيديوهات التي للأسف حصدت الملايين من المشاهدات ويتابعهم الملايين من الأطفال والشباب في سن المراهقة.

رأي معارض:

مع استمرار نشر التيك توك في مصر لفديوهات يمكن تصنيفها على أنها غير ملائمة لتقاليد المجتمع المصري المحافظ، كان للعائلة المصرية رأي في هذا الموضوع فبعضهم بدأ بأزالة التطبيق نهائياً من الهواتف المحمولة الخاصة بأولادهم والبعض الآخر أزال الهاتف المحمول ذاته، كل هذا لحماية عقول أطفالهم من الفكر الدنئ المتنافي مع عاداتنا وتقاليدنا. وعلى الجانب الآخر فهناك بعض العائلات تغفل تماما عن مراقبة أبناءهم بل ويسعدون بالتيك توك لأنه وسيلة إلهاء وتسلية لهم بعيداً عن القيام بما يسمى اللعب والشقاوة المفرطة؛ فالتيك توك يعتبر مخدر طويل المدى للأطفال والشباب.

تهمة التيك توك:

ومع ازدياد نشر الإباحية عبر تيك توك فقد اتخذ الأمر مسارًا يصعب السكوت عنه، فقد ازادات البلاغات المقدمة للنائب العام حول فتاة تدعى “حنين حسام” تطلب من متابعيها من الفتيات العمل في ما ينافي الأخلاق مقابل المال وبالفعل تم قبول البلاغات وفي النهاية تم القبض على حنين حسام وحكم عليها بالسجن. وتوالت التهم على العديد من صانعي الفيديوهات على تيك توك والقبض والسجن لبعضهم ليصبح التيك توك تهمة تندرج ضمن التهم الإجتماعية في المحاكم المصرية.

رأي علماء الدين:

أصبح الدين هو الملجأ الأخير للمجتمع المصري لكي يضع حدًا للتيك توك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل على هدم عقول أطفالنا وشبابنا. ومن جانبه، فقد أكد الأزهر الشريف ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على الإلتزام بضوابط الدين الإسلامي وعدم الأكتراث لما يتم إذاعته من خلال تلك المقاطع البذيئة عبر تيك توك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً الي أن من الواجب الإبلاغ عن أي صانع فيديوهات يقوم بنشر فيديوهات مخلة بالآداب العامة أو مسيئة للعادات والتقاليد المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى