كتب:نورهان مهدي
ولد ميشيل دمتري شلهوب بالإسكندرية من أسرة دمشقية. كان والده تاجر أخشاب
أما والدته كلير سعادة، من مدينة اللاذقية فكانت سيدة مجتمع من أسرة أرستقراطية، والتي من عائلتها عالم الآثار والمؤرخ الموسيقي غابي سعادة. أراد والده أن يعمل معه في مهنة التجارة لكن ميشيل كان راغبًا في مهنة التمثيل ولذلك فقد التحق بمسرح كلية فيكتوريا التي كان يدرس بها والذي كان أيضًا زميلاً للمخرج يوسف شاهين بها. أحب ميشيل المسرح منذ نعومة اظافره وقد قدم العديد من الأعمال المسرحية وهو لم يتجاوز الثانية عشر من عمره.
أما عن بدايته في السينما فكانت بداية أكثر من رائعة عندما قدمه يوسف شاهين لتأدية دور البطولة في فيلم “صراع في الوادي” أمام الفنانة فاتن حمامة، وقد لقى الفيلم إعجاب الكثير من المشاهدين ليقدم من بعده سلسلة من الأفلام الناجحة ليجعل منه ومن الفنانة فاتن حمامة ثنائي لا يعوض. ومن هذه الأفلام: صراع في الوادي (1954)، وأيامنا الحلوة (1955)، وصراع في الميناء (1956)، ولا أنام (1957)، وسيدة القصر (1958)، ونهر الحب (1961)، وأرض السلام (1957).
حياة ميشيل العاطفية تعد قصة من قصص الحب الصادق والمخلص. فقد تزوج الفنان عمر الشريف من فاتن حمامة عام 1955 وذلك بعد قصة حب تعتبر من أجمل القصص في تاريخ السينما المصرية، وتأكيدا على ذلك؛ فقد قام ميشيل بتغيير ديانته من المسيحية إلى الإسلام وعلى ذلك إسمه ليصبح عمر الشريف ويتمكن من الزواج بها. ثمرة زواجهما كانت ابنه الوحيد طارق الشريف ومن بعد فترة تطلقا عام 1674، وتنتهي بعدها مسألة الزواج بالنسبة لعمر الشريف فهو لم يتزوج بعدها أبدًا حتى بعد إصدار العديد من الشائعات حول ارتباطه بأحدى الفنانات الأمريكية، لكنه لم يؤكد ذلك.
عالمية عمر الشريف بدأت منذ انطلاق فيلمه لورانس العرب الذي لقى العديد من النجاحات وأصبح لقبا يلتصق به حتى الآن. لم يكن لورانس العرب هو التعاون الأخير بين عمر الشريف وبين المخرج دافيد لين وقدم العديد من الأفلام منها: دكتور جيفاغو، الرولز رويس الصفراء، وفيلم الثلج الأخضر.
قدم الفنان عمر الشريف مسلسلا واحدا طوال مشواره الفني وهو حنان وحنين الذي عُرض في رمضان عام 2007. ومن أهم وآخر أعماله كان فيلم حسن ومرقص مع الفنان عادل إمام الذي لقى العديد من الجدل في الوسط الفني. لكن آخر أعمال الفنان عمر الشريف فكان الفيلم العلمي 1001 اختراع وعالم ابن الهيثم، وكان من إخراج أحمد سالم، وجزء من حملة الأمم المتحدة السنة الدولية للضوء، والتي تديرها منظمة اليونسكو.
وعن رحلته المليئة بالجوائز والتكريمات، فقد فاز بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل في فيلم دراما عام 1966 عن دوره في فيلم دكتور جيفاغو،[12] وفاز بجائزة الغولدن غلوب عن فئة أفضل ممثل مساعد لدوره في لورنس العرب، فضلا عن جائزة غولدن غلوب للنجم الصاعد التي تشاركها مع كل من: تيرينس ستامب، وكير دولا، وبيتر أوتول.[13] وفي عام 1962 رُشح لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد، ولكنه لم يفوز بها، وذلك لدوره في فيلم لورنس العرب،[14] وفي العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديرا لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية، وحاز أيضا في نفس العام جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم السيد إبراهيم وأزهار القرآن لفرانسوا دوبيرون، كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.
لكن لكل بداية لابد لها من نهاية، ففي يوم 23 مايو عام2015 قد أعلن نجل عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر وأوضح أن الفنان يعاني من صعوبة في تذكر أهم أعماله ولم يعد يميز بين معارفه. وفي يوم 10 يوليو 2015 توفى لورانس العرب بالقاهرة إثر أذمة قلبية حادة وذلك عن عمر يناهز 83 عامًا.
