عاجلفن
أخر الأخبار

انطلاق الدورة الأولى من «مهرجان القاهرة للدراما»

 

ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة الأولى من «مهرجان القاهرة للدراما»، هذا الحدث الفنى الذى انتظرناه كثيراً، لنرد الجميل لكل فنان مصرى، أفنى عمره فى تقديم أعمال درامية، صنعت ما عجزت عنه آلاف الكتب وآلاف المقالات وآلاف الساعات البرامجية. الدراما المصرية صاحبة التاريخ الكبير، الذى بدأ قبل ستين عاماً، علمت أجيالاً كثيرة معنى الشرف والصدق والحب والخير والتضحية والوطنية، وجعلتنا جميعاً نكره الشر والتطرف والكذب والخيانة. تاريخ كبير قام على أكتاف مبدعين، كانوا يدركون أهمية ما يصنعونه لبناء وعى وطن، دون أن ينتظروا مقابلاً، سوى كلمة شكر وابتسامة رضا من الجمهور، للتعبير عن الإعجاب بما قدموه من أدوار وشخصيات لا تزال عالقة فى أذهاننا جميعاً، فنحن جميعاً مدينون لكل صناع هذا الفن العظيم بالكثير، وكنا نحلم باليوم الذى نستطيع فيه أن نرد لهم الجميل، بتكريم يليق بهم وبما قدموه للفن المصرى العظيم. واليوم حوّلت الشركة المتحدة الحلم إلى حقيقية وواقع، حين يقف كبار نجومنا وممثلينا العظماء على المسرح، ليتم تكريمهم فى لحظة هى الأغلى فى حياتهم على الإطلاق، فى وقت تبتعد فيه الأضواء وتقل فيه الأدوار، نتذكرهم جميعاً بكلمة شكر وتصفيق حاد، تمتزج فيه الفرحة بالدموع، ليدركوا أن عمرهم لم يذهب «هدر».. وأننا ندرك قيمة ما قدموه وتركوه لنا من أعمال درامية عظيمة، ستظل جزءاً مهماً من تاريخ هذا الوطن الكبير، الذى صدر الفن للعالم العربى، وتحولت الدراما والسينما والأغنية فيه إلى سفراء سكنوا عقل وقلب كل مواطن عربى من المحيط إلى الخليج. حتى دولة العدو لم تستطع أن تصمد أمام قوانا الناعمة، وسكن الفن المصرى عقولهم وقلوبهم وألقوا أمامه كل أسلحتهم وكرههم.

«مهرجان القاهرة للدراما»، هذا الحلم الذى حققته الشركة المتحدة والقائمون عليها، لتعود القاهرة كما كانت دائماً، منارة للفن والإبداع العربى، لتتجه إليها كل العيون والعقول، لتكون طريقهم للنجاح والشهرة، فالنجاح فى مصر لا يشبه أى نجاح بعيد عنها، فهذه الدورة ستكتفى بالأعمال الدرامية المصرية، ومن العام القادم ستنضم للأعمال المصرية أعمال دول عربية شقيقة، سيأتى صناعها إلى مصر؛ للمنافسة والفوز بجوائز «مهرجان القاهرة للدراما».

نجاح جديد يمنح الفن المصرى مكانته الحقيقية بعد أن ضل الطريق لسنوات بين فوضى ومخططات لإسقاط الدولة من ناحية، وتدنى الأعمال وتصدير دراما فاسدة عن مصر وشعبها من ناحية أخرى، ليظل مرتبطاً بعقول المشاهدين مشاهد القبح والبلطجة والسقوط، بعد أن بنت مصر صورتها الدرامية لسنوات على الجمال والقيم والتحضر، وما كان هذا ليتحقق إلا بتدخل حقيقى وقوى وفعال من الدولة المصرية.. متمثل فى الشركة المتحدة، التى تكمل المشوار العظيم الذى بدأه التيلفزيون المصرى العظيم بجميع قطاعاته على مدار ستين عاماً.. فى وقت أصبحت المنافسة فيه أصعب، أمام رؤوس أموال عملاقة، ومحاولات مستميتة لطمس الهوية المصرية والنيل من عزيمتنا، وإقناعنا بأن واقعنا أسوأ من كابوس لا ينتهى، ولكن كل هذا سقط وعاد كل شىء لطبيعته.. وعادت الدراما كما كنا نحلم وكما تربينا عليها.. وحان الوقت لنحتفل برموزها، لنقول للجميع إن الدراما المصرية ورموزها ثروة لا تقدر بثمن.. وأننا نعلم قيمتهم جيداً وقيمة ما صنعوه وقدموه لنا ولفن هذا البلد العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى