دنيا ودين
أخر الأخبار

اَلْإِمَامُ اَلسُّيُوطِي .. عالم كرس حياته علي الكتب وعرف بـ 7 علوم

 

°عَرَفَهُ اَلنَّاسُ بِوَرَعِهِ وَعَمَلِهِ وَحُبِّ اَلْآخَرِينَ ، تَنَاقَلُوا عَنْهُ كَرَامَتُهُ اَلَّتِي وَصَلَتْ إِلَى حَدِّ اَلْأَسَاطِيرِ ، أَخْبَارُهُ بَيْنَ اَلْحِينِ وَالْآخَرِ خُلْدَهَا مَسْجِدُهُ بِمُحَافَظَةِ أَسْيُوط جَنُوبَ مِصْرَ ، لَكِنَّهَا تَأْتِي بِقُوَّةٍ مَعَ اِنْطِلَاقِ اِحْتِفَالَاتِ مَوْلِدِ اَلْعَارِفْ بِاَللَّهِ جَلَالْ اَلدِّينْ اَلسُّيُوطِي بِمِنْطَقَةِ اَلْقِيسَارِيَّة بِأَسْيُوط اَلَّتِي بَدَأَتْ اَلْجُمْعَةَ وَتَسْتَمِرّ حَتَّى اَلْخَمِيسِ.

° عَاصَرَ اَلسُّيُوطِي ( 13 ) سُلْطَانًا مَمْلُوكِيًا ، وَكَانَتْ عَلَاقَتُهُ بِهُمْ مُتَحَفِّظَةٌ ، وَطَابَعُهَا اَلْعَامُّ اَلْمُقَاطَعَةَ وَإِنْ كَانَ ثَمَّةَ لِقَاءٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ ، وَضْعُ نَفْسِهِ فِي مَكَانَتِهِ اَلَّتِي يَسْتَحِقُّهَا ، وَسَلَكَ مَعَهُمْ سُلُوكَ اَلْعُلَمَاءِ اَلْأَتْقِيَاءِ ، فَإِذَا لَمْ يَقَعْ سُلُوكُهُ مِنْهُمْ مَوْقِعِ اَلرِّضَا قَاطَعَهُمْ وَتَجَاهُلُهُمْ .

° هُوَ اَلْإِمَامُ عَبْدَ اَلرَّحْمَنْ بْنْ كَمَالْ اَلدِّينْ أَبِي بَكْرْ بْنْ مُحَمَّدْ سَابِقٍ اَلدِّينِ خِضْرْ اَلْخُضَيْرِي اَلْأَسْيُوطِيَّ اَلْمَشْهُورِ بِاسْمِ جَلَالْ اَلدِّينْ اَلسُّيُوطِي ، وُلِدَ فِي اَلْقَاهِرَةِ 849 ” ه – 1445 م ” – وَتُوُفِّيَ وَدُفِنَ فِي اَلْقَاهِرَةِ ” 911 ه – ” 1505 فِي مَدَافِنِ بَابِ اَلْوَزِيرِ بِجِوَارِ مَسْجِدِ اَلْجَيُّوشِي وَالْقَلْعَةِ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ اَلْمُسْلِمِينَ ، وَالِدُهُ كَانَ مِنْ مُحَافَظَةِ أَسْيُوط .

° اِنْطَلَقَ إِلَى اَلْقَاهِرَةِ لِيَعْمَلَ قَاضِيًا ، بَعْدُ وِلَادَتَهُ بِخَمْسَةِ سَنَوَاتٍ تُوُفِّيَ وَالِدُهُ فَعَادَ إِلَى أَسْيُوط مَعَ أَهْلِهِ وَتَلَقَّى اَلْعَلَمُ ثُمَّ سَافَرَ إِلَى اَلْقَاهِرَةِ وَإِلَى عَدَدٍ مِنْ اَلْبُلْدَانِ اَلْعَرَبِيَّةِ _ مِنْهَا اَلْعِرَاقُ وَالشَّامُ ، عَاصَرَ عَدَدًا مِنْ اَلْأَئِمَّةِ اَلْكِبَارِ ، وَعَادَ مَرَّةً أُخْرَى إِلَى أَسْيُوط لِيُلْقِيَ دُرُوسَ اَلْعَلَمِ فِي مَسْجِدِ نِسَبِ لَهُ وَتُوُفِّيَ وَدُفِنَ بِالْقَاهِرَةِ .

° لَهُ كَمٍّ زَاخِرٍ مِنْ اَلْمُؤَلَّفَاتِ اَلْعِلْمِيَّةِ وَالْإِسْلَامِيَّةِ بِجَانِبِ تَفْسِيرِهِ لِلْقُرْآنِ مَعَ اَلْإِمَامِ اَلْمَحَلِّيِّ ؛ لِذَلِكَ يُلَقَّبُ بِابْنِ اَلْكُتُب ، فَأَلْفُ 73 مُؤَلَّفًا فِي اَلتَّفْسِيرِ ، 205 مُؤَلَّفَاتٍ فِي اَلْحَدِيثِ ، 32 مُؤَلَّفًا فِي مُصْطَلَحِ اَلْحَدِيثِ ، 21 مُؤَلَّفًا فِي اَلتَّصَوُّفِ وَأُصُولِ اَلْفِقْهِ وَالدِّينِ ، 20 مُؤَلَّفًا فِي اَللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَالتَّصْرِيفِ ، 66 مُؤَلَّفًا فِي اَلْبَيَانِ وَالْمَعَانِي وَالْبَدِيعِ . °

وَبِرَغْمَ فِقْهِ اَلْغَزِيرِ فِي اَلْفِقْهِ وَأُصُولٍ اَلدِّينِيِّ وَاللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، إِلَّا إِنَّهُ لَمْ يَكْتَفِ بِتَقْدِيمِ ذَلِكَ فَقَطْ ، حَيْثُ قَدَّمَ بَعْضُ اَلْمُؤَلَّفَاتِ فِي عُلُومِ اَلْجِنْسِ وَمَفَاتِنِ اَلنِّسَاءِ ، مَا يُوَضِّحُ اِنْفِتَاحَ اَلْعَالَمِ اَلرَّاحِلِ ، مِنْهَا « نَوَاضِرُ اَلْأَيْكِ ، شَقَائِق اَلْأَتْرَجْ فِي رَقَائِقَ اَلْغَنْجْ ، نُزْهَةُ اَلْعُمْرِ فِي اَلتَّفْضِيلِ بَيْنَ اَلْبَيْضِ وَالسَّمَرِ » .

° يَقَعَ مَسْجِدُ جَلَالْ اَلدِّينْ فِي مُنْتَصَفِ اَلْقِيسَارِيَّة ، وَيُقَسِّمَهَا مَسْجِدُهُ بِالنِّصْفِ طُولاً وَعَرْضًا ، وَكَمَا يَقُولُ اَلصُّوفِيَّةَ وَسُكَّانَ اَلْمِنْطَقَةِ : ” حَامِي اَلْحُمَّى نَعِيشُ فِي حَمَاةَ هُوَ حَامِي اَلْحُمَّى لِلْمِنْطَقَةِ ” ، اَلْمَسْجِدُ عِبَارَةً عَنْ قُبَّةٍ مَرْفُوعَةٍ عَلَى مَكَانِ اَلْوُضُوءِ تَحَمُّلَهَا ثَمَانِيَةَ أَعْمِدَةٍ رُخَامِيَّةٍ مَكْتُوبٍ بِدَوَائِرِهَا آيَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ ، وَبِدَاخِلِهِ مَقَامُ اَلشَّيْخِ اَلسُّيُوطِي . ° وَيُعَدَّ اَلْمَسْجِدُ مِنْ أَكْثَرِ اَلْمَسَاجِدِ تَنَاسُقًا وَانْسِجَامًا ، وَبَيَّنَ ضَخَامَةَ اَلْبِنَاءِ وَجَلَالْ اَلْهَنْدَسَةِ وَدِقَّةِ اَلصِّنَاعَةِ وَتَنَوُّعِ اَلزُّخْرُفِ يَجْمَعُ كُلُّ اَلْفُنُونِ اَلْمِعْمَارِيَّةِ وَالْهَنْدَسِيَّةِ ، يَرْجِعَ تَارِيخُ بِنَاؤُهُ إِلَى عَامِ 766 هِجْرِيَّةٌ تَمَّ تَجْدِيدُهُ مُنْذُ عِشْرِينَ عَامًا لِلْمَرَّةِ اَلْأَخِيرَةِ .

° وَيَنْتَسِبَ لِلْإِمَامِ وَالشَّيْخِ اَلْجَلِيلِ وَالْعَارِفِ بِاَللَّهِ جَلَالْ اَلدِّينْ اَلْأَسْيُوطِيِّ ، اَلَّذِي وُلِدَ سَنَةَ 849 ه أَسْيُوط لِوَالِدِهِ قَاضِيَ قُضَاتِهَا فِي هَذَا اَلْوَقْتِ ، وَتُوُفِّيَ 911 ه فِي اَلْقَاهِرَةِ وَحِفْظِ اَلْقُرْآنِ كَامِلاً فِي سِنِّ اَلثَّامِنَةِ ، وَأَتْقَنَ فِي عُلُومِ اَلْقُرْآنِ وَالتَّفْسِيرِ .

° اِبْتَدَأَ فِي طَلَبِ اَلْعَلَمِ سَنَةَ 864 ه ، 1459 م ، وَدَرَسَ اَلْفِقْهُ وَالنَّحْوُ وَالْفَرَائِضُ ، وَلَمْ يَمْضِ عَامَانِ حَتَّى أُجِيزَ بِتَدْرِيسِ اَللُّغَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ ، وَأَلَّفَ فِي اَلسَّنَةِ أَوَّلَ كُتُبِهِ وَهُوَ فِي سِنِّ اَلسَّابِعَةِ عَشْرَةً ، فَأَلْفُ ” شَرْح اَلِاسْتِعَاذَةِ وَالْبَسْمَلَةِ ” فَأَثْنَى عَلَيْهِ شَيْخُهُ ” عَلَمْ اَلدِّينْ اَلْبَلْقِينِي ” ، وَكَانَ مَنْهَجُ اَلسُّيُوطِي فِي اَلْجُلُوسِ إِلَى اَلْمَشَايِخِ هُوَ أَنَّهُ يَخْتَارُ شَيْخًا وَاحِدًا يَجْلِسُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا مَا تُوُفِّيَ اِنْتَقَلَ إِلَى غَيْرِهِ ، وَكَانَ عُمْدَةُ شُيُوخِهِ ” مُحْيِي اَلدِّينْ اَلْكَافِيجِي ” اَلَّذِي لَازَمَهُ اَلسُّيُوطِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ عَامًا كَامِلَةً وَأَخَذَ مِنْهُ أَغْلَبَ عِلْمِهِ .

° كَانَتْ اَلرِّحْلَاتُ وَمَا تَزَالُ طَرِيقًا لِلتَّعَلُّمِ ، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ فِيمَا مَضَى مِنْ أَلْزَمَ اَلطُّرُقَ لِلْعَالَمِ اَلَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَتَبَحَّرَ فِي عِلْمِهِ ، وَكَانَ اَلسُّيُوطِي مِمَّنْ سَافَرَ فِي رِحْلَاتٍ عِلْمِيَّةٍ لِيَلْتَقِيَ بِكِبَارِ اَلْعُلَمَاءِ ، فَسَافَرَ إِلَى عَدَدٍ مِنْ اَلْأَقَالِيمِ فِي مِصْرِ كَالْفَيُّومِ وَدِمْيَاط وَالْمَحَلَّةَ وَغَيْرِهَا .

° وَسَافَرَ إِلَى بِلَادِ اَلشَّامِ وَالْيَمَنِ وَالْهِنْدِ وَالْمَغْرِبِ وَتِشَاد وَرَحَلَ إِلَى اَلْحِجَازِ وَجَاوَرَ بِهَا سَنَةٌ كَامِلَةٌ ، وَشَرِبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، لِيَصِل فِي اَلْفِقْهِ إِلَى رُتْبَةِ سِرَاجْ اَلدِّينْ اَلْبَلْقِينِي ، وَفِي اَلْحَدِيثِ إِلَى رُتْبَةِ اَلْحَافِظْ اِبْنْ حَجَرْ اَلْعَسْقَلَانِيّ . ° لِمَا اِكْتَمَلَتْ أَدَوَاتِ اَلسُّيُوطِي جَلَسَ لِلْإِفْتَاءِ عَامَ 871 ه – 1466 م ، وَأَمْلَى اَلْحَدِيثُ فِي اَلْعَامِ اَلتَّالِي ، وَكَانَ وَاسِعٌ اَلْعَلَمِ غَزِيرٍ اَلْمَعْرِفَةِ . ° يَقُولَ عَنْ نَفْسِهِ : ” رُزِقَتْ اَلتَّبَحُّرَ فِي سَبْعَةِ عُلُومٍ : اَلتَّفْسِيرُ وَالْحَدِيثُ وَالْفِقْهُ وَالنَّحْوُ وَالْمَعَانِي وَالْبَيَانُ وَالْبَدِيعُ ” ، بِالْإِضَافَةِ إِلَى أُصُولِ اَلْفِقْهِ وَالْجَدَلِ ، وَالْقِرَاءَاتُ اَلَّتِي تُعْلِمُهَا بِنَفْسِهِ ، وَالطِّبُّ غَيْرُ أَنَّهُ لَمْ يَقْتَرِبْ مِنْ عِلْمِيٍّ اَلْحِسَابِ وَالْمَنْطِقِ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى