عاجلمقالات وآراء
أخر الأخبار

ولاء انور تكتب : “طبيبة بدرجة دبلوم تجارة”

 

لم تعد حالات فردية وإنما ظواهر تهدد صحة الناس ، نقصد هنا تحويل الطب إلى سلعة مثل المنظفات وأكياس الشيبسى فأصبحت فى متناول يد الجميع ، وأصبحنا نواجه مشكله وهى أن الكثير من الناس يقوموا بممارسة مهنة الطب فى منازلهم وتشخيص حالات أولادهم وأهاليهم وإعطائهم الدواء وهم على إعتقاد تام بأنهم دكاتره وأصبحت عقولهم المريضة ترفض العلاج الموصوف بواسطة الطبيب واتهامه أنه “مبيفهمش” إعطاء علاج طبقا للأهواء الشخصية ويتسببوا فى كواراث لأولادهم وأهاليهم .
إعتقادى أنه يرجع السبب إلى أن السوشيال ميديا أصبح وسيلة سهلة لكل الناس للحصول على المعلومات الطبيه عن طريق التواصل مع دكاترة وهميه وايضا انتشر فى الدول الأوروبية وفى المانيا التعامل مع الأطباء اونلاين وطلب الإستشارات الطبيه عبر الانترنت لتقديم المساعدة الطبيه بسرعة دون النظر إلى المريض بشخصه .
هناك مبدأ فى الإقتصاد أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق ، وفيما يتعلق بالطب فإن الطب السئ القادر على الدعاية والشهرة يطرد الطبيب الجيد ويحل محله ، فهذا هو الحال فى السوشيال ميديا .
وبسبب ذلك أصبح الكثير يمارسون مهنة الطب ويصفون العلاج وهم مقتنعين بأنهم على حق لكن عقولهم المريضة تهئ لهم ذلك .
ذهبت فى يوم من الايام إلى أحد الأصدقاء فلاحظت أنهم يقوموا بأخذ دواء الضغط المرتفع بأنواع مختلفة لمرات عدة فى اليوم لمجرد أنها تقيئت ودون استشارة الطبيب حتى تسببت فى انخفاض نسبة الصوديوم بالدم .
وشاهدت أيضا أشخاص يقوموا بالتغير على جرح عميق مفتوح بطريقة ملوثة دون تعقيم وعقلهم المريض هيئ لهم أن التعقيم الطبى عن طريق الكلور ” مادة سامة” ووضع قطع من الحفاضات ” المصنوعة من المخلفات والمعطرة ” بدلا من الشاش واستخدام السرنجات أكثر من مره وتعقيمها بماء مغلى وكان يقف الاخ البالغ من العمر ٤٥ عام برافو انتى بتعملى الصح حبيبتى ربنا يباركلك ويهاجم من يعارضهم قائلا انتوا مبتفهموش ! وانا اقف فى قمة الذهول ، حتى أصيبت المريضة بتسمم فى الدم .. وظلوا فى كبرياء وعناد وأنهم فعلوا الصح .
ناسيين عقابهم من الله وكأن الله انتزع من قلوبهم الرحمه
“واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ”
وشاهدت ذات يوم إبنه تعطى والدتها مضاد حيوى لمدة ١٤ يوم على الرغم من وصف الطبيب اعطاءة لمدة ٥ ايام فقط حتى قضت على مناعتها .
وأيضاً أصبح الكثير من الناس يتبادلون العلاج بعضهم البعض وإذا مرض شخص وله صديق وظهر لديه نفس الأعراض يأخذ نفس علاج صديقه .
فإن تناول الأدوية مهما كان نوعها يجب أن تكون تحت إشراف طبى واستشارة طبية فالطبيب هو الذى يعرف المخاطر المحتملة للعلاج ومتى ينصح بتناولها من عدمه وماهى الجرعة المطلوبه ، وحتى العلاج التى ينصح بها الطبيب أو الصيدلى فى حالة مرضية معينه ليست بالضرورة مجدية نفعا للحالة المرضية نفسها عند شخص أخر بل على العكس قد تشكل خطراً على حياته.
السؤال هنا .. هل من يتحمل مسئولية الفتى فى الطب وأنه يعرض حياة شخص للخطر .. مريض نفسى أم بلا رحمة وإنسانية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى