مقالات وآراء
أخر الأخبار

حديث حول الحب و مواقف الرسول مع زوجاته

 

لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم قاسى القلب، ولم يكن يعتزل النساء، بل كان رجلاً يسعد بما يسعد به الرجال ويحب الطيب والنساء وقرة عينه فى الصلاة، ولم يكن ليفهمه السلفية والمتشنجون والمتشددون فى فهم السنة، لدرجة أن روايات نقلت عن بعض من يدعون التمسك بالسلف تقول فيها زوجاتهن حينما يمزح مع أصدقائه “يا دا بيضحك عادى”.

 

فكانت السيدة عائشة “أم المؤمنين” التي تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، قبل الهجرة ببضعة أشهر، كان لها مكانة كبيرة بين زوجات النبي، مؤكدا أهمية الحب بين الزوجين.

 

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: “إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبي.. أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد.. وإذا كنت عني غضبي قلت: لا ورب إبراهيم.. رواه مسلم”.

 

فتعد : “قصة حب السيدة عائشة والنبي مثال للمودة والرحمة والتراحم بين الزوجين، وعلينا أن نسترجع معاملة النبي لأزواجه، ليكون قدوة للعالمين في حياتهم، ولقد جمع السيدة عائشة مع النبي العديد من مواقف المودة والحب والرحمة”.

 

حب الرسول لزوجاته

 

كان الرسول الكريم يرفع من شأن زوجاته ويقدرهن، ويدللهن، حيث كان يسابق السيدة عائشة بعد رجوعه من إحدى الغزوات، فيأمر القافلة أن تسبقه، فبعد أن كان القائد الباسل في المعركة منذ ساعات، أصبح الزوج الحاني المعطاء مع زوجته.

 

وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها “دخل مجموعة من أهل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا حميراء (1) أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: نعم، فقام بالباب، وجئته فوضعت ذقني على عاتقه، فأسندت وجهي إلى خده، قالت: ومن قولهم يومئذ : أبا القاسم طيبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسبك) فقلت: يا رسول الله لا تعجل ، فقام لي، ثم قال: حسبك (فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت : ومالي حب النظر إليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكاني منه) رواه النسائي وصححه الحافظ وتابعه الألباني في آداب الزفاف وأصله في الصحيحين.

 

فعلى الرغم من كل المسئوليات التي يتحملها الرسول الكريم، إلا أنه لا ينس حقوق زوجاته عليه، فيعاملهن بمنتهي الرقة والحب ولم يقلل أبدا منهن، فهو القائل في حديثه الشريف “النساء شقائق الرجال” ويستدل من حديثه الشريف أنه أبدا لم يقلل من قيمتها كما هو مفهوم عند الكثير فهو يضعها في منزلة مساوية له وفي مكانة كبيرة، ولما لا فهي الأم والزوجة والأخت والعمة والابنة والخالة.

 

وكان -صلى الله عليه وسلم- يعلى من مكانة الزوجة، ومن أجل الرفعة من مكانتها، والحث على إدخال الفرحة إلى قلبها، بين الرسول لأمته أن اللهو واللعب مع الزوجة مما يثاب عليه الرجل، بل لا يعد من اللهو أصلا: ففي حديث عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان فمل أحدهما فجلس فقال الآخر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو إلا أربعة خصال مشي بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة”.

 

وقد بلغت رقة النبي الشديدة مع زوجاته أنه كان صلوات ربي وسلامه عليه يخشى عليهن حتى من إسراع الحادي في قيادة الإبل اللائي يركبنها، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) كان في سفر وكان هناك غلام اسمه أنجشة يحدو بهن (أي ببعض أمهات المؤمنين وأم سليم) يقال له أنجشة، فاشتد بهن في السياق، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم ) “رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير”..

 

وفي الوقت الذي يرى فيه بعض الرجال أن مجرد ذكر اسم زوجته أمام الآخرين ينقص من قيمته، نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع. فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم ) :”أي الناس أحب إليك. قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها”.

 

ولم يكن الحال مع عائشة فقط ، ففي موقف آخر تحكي لنا السيدة صفية بنت حيي إحدى زوجات الرسول: “أنها جاءت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت لتنصرف، فقام النبي (صلى الله عليه وسلم ) معها يوصلها، حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )، فقال لهما: “على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي”. (رواه البخاري) .

 

يحكي لنا أنس أن جارًا فارسيًا لرسول الله كان يجيد طبخ المرق، فصنع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) طبقًا ثم جاء يدعوه، فرفض سيدنا محمد الدعوة مرتين؛ لأن جاره لم يدع معه عائشة للطعام، وهو ما فعله الجار في النهاية!

 

وحبيبنا المصطفي كان مراعيا للحالة التي عليها المرأة، في الأوقات التي تكون حالتها النفسية والبدنية مختلفة عن باقية الأوقات ، فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: ” كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يدخل على إحدانا وهي حائض فيضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن، ثم تقوم إحدانا بخمرته فتضعها في المسجد وهي حائض”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى