مقالات وآراء

عاطف البطل يكتب في الذكرى 72 لعيد الشرطة المصرية

كتب/ عاطف البطل

إن هذه الذكرى العطرة التي توافق الخامس والعشرين من شهر يناير من كل عام، هي ذكرى خالدة في قلوب كل المصريين، الذين لم- ولن- ينسوا أبدا معركة الإسماعيلية، حيث سطر رجال الشرطة ملحمة وطنية في البطولة و الفداء ضد قوات الاحتلال الإنجليزي في ذلك الوقت، حيث قامت القوات المحتلة بمحاصرة قوات الأمن المصرية حتى نفذت الذخيرة تمامـًا، ومع ذلك لم يستسلم رجال الشـرطة وظلوا يقاتلون بكل بسالة وإقدام حتى استشهد منهم الكثير من الجنود والضباط، فما كان من القائد الإنجليزي إلا أن يؤدي لهم التحية العسكرية؛ تقديرا لهم واحتراما لتضحياتهم في سبيل رسالتهم الوطنية السامية .

إن معركة الإسماعيلية كانت معركة كل الشعب المصـري وليس الشرطة وحدها، وما الشرطة سوى جزء أصيل من الشعب المصـري العظيم.

إننا يجب علينا أن نذْكر ونُذّكِر الجميع باللواء “أحمد رائف” الذي قاد معركة الإسماعيلية بكل شجاعة وإقدام، حيث استشهد خمسون شهيدًا من الشـرطة المصـرية، في حين قتل من الإنجليز ثلاثة عشر قتيلا وجرح منهم اثنا عشر جريحا.

وبعد خمسة شهور من معركة الشرطة في الإسماعيلية قامت ثورة 23 يوليو 1952م، بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر– رحمه الله – حيث وجدنا أن الشـرطة المصـرية وقفت بجانب الشعب الذي أيد ثورة الجيش، ونجحت ثورة 23 يوليو بفضل تلاحم الجيش والشعب والشرطة، ورحل الإنجليز في عام 1954م بفضل هذا التلاحم.

 إن تضحيات الشرطة المصرية استمرت بعدها ولم تتوقف قط، فهي دائما تدعم الدولة المصرية- بكل شرف – بشتى الوسائل الممكنة، ولعلنا نتذكر ما فعلته الشـرطة عقب اغتيال الزعيم الراحل الرئيس محمد أنور السادات – رحمه الله – حيث أرادت الجماعة الإرهابية نشـر الفوضى والإرهاب فتصدت لها الشرطة المصرية وظلت تطاردها في أماكن كثيرة سواء أكانت في الصعيد أم غيره، وأدى ذلك إلى استشهاد العديد من رجال الشرطة الشرفاء.

ومهما تحدثتُ عن تضحيات رجال الشـرطة المصـرية، فلن أستطيع حصرها؛ لأنها كثيرة ومتنوعة، ومليئة بقصص التضحية والإيثار.

ومنذ وقعت أحداث 28 يناير 2011م، وجدنا الجماعات الإرهابية ومَنْ ساندها وأيدها، قد اقتحموا بعض السجون، وقاموا بتهريب المسجونين الذين تجاوزت أعدادهم عشـرين ألفًا ويزيد، منهم قيادات جماعة الإخوان الإرهابية وحماس وعناصر من حزب الله. فمن الذي قاوم وضحى، من الذي قاتل واستشهد!

 إنهم رجال الشـرطة الأبطال، فالشـرطة المصـرية قدمت خلال تلك الفترة السابقة وحتى الآن أكثر من 1300 شهيد، من ضباط وجنود، كما قدمت أكثر من 18 ألف مصاب وجريج من الضباط والجنود والأفراد من هيئة الشرطة.

إن العميد ساطع النعماني –رحمه الله– له نموذج قد جسد تضحيات رجال الشـرطة المصـرية، فقد قدم حياته دفاعًا عن رسالته وعن أمن وطنه في معركة الشـرطة مع الإرهابيين من عناصر الإخوان عام 2013 م في معركة بين السـرايات وميدان النهضة سابقًا.

إن الشرطة المصرية مستمرة في حماية أمن المواطنين وأمن الوطن ضد من يتربصون به في السر والعلن، حيث قامت الشرطة بمساندة جيشنا العظيم في العملية الشاملة في سيناء 2018م، وفي كل مكان.

وقد نجحنا- بفضل الله تعالى – في القضاء على الإرهاب وعناصره المأجورة في سيناء، وعادت الحياة مرة أخرى في شمال ووسط سيناء وكل مدنها.

إن معركة الإرهاب مستمرة؛ لأن الإرهابيين ومن يؤيد فكرهم يشعرون بالحقد والكراهية لكل ما هو ناجح في مصرنا؛ ولذلك فهم يكيدون لنا كيدًا، وما لنا سبيل إلا المواجهة، والوقوف جنبا إلى جنب مع رجال الشرطة والجيش عن طريق تقديم أية معلومات عن أي شخص إرهابي أو من يؤيده ويسانده.

وفي الختام أتوجه بالتحية والتقدير والاحترام لكل رجال الشرطة الأوفياء، الذين لا يدخرون جهدا في حماية أمن الوطن، وأسأل الله أن يسدد رميهم، وأن يمدهم بمدد من عنده، وأن يحفظهم من كل شر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى