تحقيقات وتقاريردنيا ودين

9 سنوات على رحيل جمال البنا..إمبراطور ديمقراطية ” التنوير “

 

يحل اليوم الأحد الموافق ال 30 من يناير الذكرى التاسعة على رحيل جمال البنا، المفكر الإسلامي، والثائر المستنير الذي أثار الجدل في رحلته الفكرية الذي قطع منها شوطاً بعد شوط في ثنايا الدين الإسلامي.

 

ولد جمال البنا في أسرة فلاحة لأب يدعى أحمد عبدالرحمن البنا “الساعاتي” والمفكر الإسلامي الذي أنجب طفلين وحرص على تعليمهم القرآن وقضايا الدين الإسلامي، فأنجب جمال وحسن البنا، فالأول تبنى المذهب التنويري وأصبح أحد رائديه من المفكرين المعاصرين، والثاني حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإسلامية، فشتان بين هذا وذاك!..ما إن أغلقت نافذة في بيت “الساعاتي” إلا وقد فتحت الأخرى على مصرعيها.

 

ولم لا وقد كفل الدين الإسلامي حرية الرأي والتعبير، وكان هذا ما تبناه جمال البنا الذي جمعته علاقة وثيقة بشقيقه رغم اتساع الفجوة في الرأى والفرق البين في فحوى العقول، ولكنه لم يفكر أبداً في الإنضمام إلى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، وقال في أحد الحوارات الصحفية لجريدة المصري اليوم عندما سأل عن عدم انضمامه للإخوان : “لأن اهتماماتى الفكرية والثقافية كانت أوروبية حديثة وعلمانية كما يقولون، وأدت بى إلى نوع من العزوف عن الإخوان، وكانت لى تحفظات على فكرهم بالنسبة للمرأة أو حرية الفكر أو الفنون والآداب، وبحكم علاقتى الوثيقة مع الشقيق الأكبر فقد كنت فى بعض المناسبات أذكرها له، وكان يصغى إليها ولا يجيب”.

 

وقد دعا جمال البنا إلى التحرر من غشاء العقول متأملاً في قضايا الدين والشرع، ليرقى بذاته من أوهام الرجعية والتخلف كما كان معتقده، فخلف فتاوى مثيرة للجدل وعزف عن الرؤية الإسلامية المعهودة، فرفض الحجاب، وأحل القبلات بين الشباب في الأماكن العامة واصفاً إياها من ” اللمم” صغائر الذنوب، وأحل إمامة المرأة ان كانت تفوق الرجل في علمها، وأجاز زواج المسلمة من غير المسلم، وله تاريخ من الفتاوى الشاذة التى أثارت الجدل بشكر كبير، كما له الكثير من المؤلفات في الفكر الإسلامي الذى رأى بأنها حربة الفكر الجديد، وميلاد لمنهج التنوير الإسلامي، ذلك الكهل العجوز الثائر والمستنير المثير للجدل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى