تحقيقات وتقارير
أخر الأخبار

جرائم الإحتلال الصهيوني ما بين الماضي و الحاضر

 

بدأت الحكاية منذ عام 1947 ميلاديًا، عندما قررت و صوتت الأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين “دولة يهودية و دولة عربية” و جعل القدس المحتلة منقسمة، و رفض الجانب العربي التقسيم و لم يتم التطبيق في نفس العام، ثم غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة في هذا الوقت دون أن يتمكنوا من حل النزاع فـ أعلن كبراء اليهود تأسيس دولة إسرائيل.

 

 

و إعترض العديد من الفلسطينيين على الاحتلال و التقسيم، ترتب على ذلك حرب عربية يهودية شاركت فيها بعض الدول العربية المجاورة للمنطقة، “المملكة المصرية، المملكة الأردنية الهاشمية، المملكة العربية السعودية، العراق، لبنان، سوريا”، اتفق جميع الدول العربية الآتية أسمائهم على عدم السماح لليهود بـ أخذ جزء من فلسطين العربية، و شاركت ضد الميليشيات اليهودية في حرب لم تجني ثمارها بسبب سيطرة اليهود على جزء من فلسطين.

 

 

و في عام 1967 احتل الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية من جهة نهر الأردن و عدة مناطق متفرقة في المملكة الأردنية و شبه جزيرة سيناء و قطاع غزة بـ أكمله و هضبة الجولان السورية، و شارك في الحرب عدة دول عربية ضد الكيان المحتل و سميت الحرب النكسة، و من حين هذا الوقت ظلت فلسطين محتلة من إسرائيل، و لكن في عام 1973 هاجم الجيش المصري خط بارليف المنيع الذي صرح المسؤولون الإسرائيليين عن إستحالة إختراقه، و رفع الجيش المصري العلم المصري ملطخًا بـ دماء الشهداء و أذل العدو الإسرائيلي، و عندما أتم صفقة تبادل الأسرى أرسل لهم الأسرى اليهود بـ بيجامات كاستور مستهينًا بهم.

 

 

و لكن جاء الاستسلام عند إبرام إتفاقية “كامب ديفيد” و هي معاهدة السلام الذي وقع عليها الرئيس المصري أنذاك الوقت محمد أنور السادات و رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجين في عام 1979، و الذي أثارت غضب الشعب المصري و الشعوب العربية أجمعين، عندما دعى أنور السادات الحكام العرب الذهاب للكنيست اليهودي رفض الجميع الحضور احترامًا لدماء الشهداء و عدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المحتل و عدم الإعتراف به كـ دولة، خاصة أن الجيش المصري استعاد سيناء و هزم الجيش الإسرائيلي و كان الطرف الأقوى فـ لما الاستسلام؟.

 

 

و في 1982 عندما قررت الحكومة الإسرائيلية شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية بعد محاولة اغتيال سفيرها إلى المملكة المتحدة، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال، قامت إسرائيل باحتلال جنوب لبنان بعد أن هاجمت منظمة التحرير الفلسطينية و القوات السوريّة و المليشيات المسلحة الإسلامية اللبنانية، وحاصرت منظمة التحرير وبعض وحدات الجيش السوري في بيروت الغربيّة، بعدها انسحبت منظمة التحرير من بيروت بعد أن تعرّض ذلك القسم منها إلى قصف عنيف انتهى بـ قتل 9800 عربي، وكان ذلك بمعاونة المبعوث الخاص فيليب حبيب و تحت حماية قوات حفظ السلام الدولية.

 

 

و على خلفيتها جاءت مجزرة صبرا و شاتيلا، في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في لبنان على يد حزب الكتائب اللبناني بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، و الذي أصدر قرار المذبحة برئاسة رفائيل ايتان رئيس أركان الحرب الأسرائيلى و آرييل شارون وزير الدفاع آنذاك، بـ حجة وجود أسلحة مع اللاجئين، أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، و الذي وصل عدد القتلى في المذبحة حوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.

 

و في خلال عقود عديدة يُهان و يُقتل الشعب الفلسطيني على مرئى و مسمع من العالم العربي و الإسلامي و الغربي، الذين يدعون أنهم حُماة حقوق الإنسان و داعمين الحريات الأساسية في العالم، حتى شاهدنا اليهود المتطرفين يدخلون الأقصى و يدنسونه و يعتدون على المصلين المدنيين يوميًا و لمدة سنوات، و في السادس من أكتوبر الماضي تمادى اليهود المتطرفين في أعمالهم حتى وصل بهم الأمر بـ طرد المصلين و ضربهم سواء كانوا رجالًا أو نساء أو أطفال.

 

 

و في السابع من أكتوبر الماضي قامت حركة حماس التابعة للمقاومة الفلسطينية و الذي تُصنف كـ حركة إرهابية لأنها تدافع عن وطنها و أرضها، بـ “عملية طوفان الأقصى” و الذي شهدت إختراق 400 مقاوم لإسرائيل و تعديهم السلك الحدودي المسمى بـ جدار 48، و قتل العديد من جنود الاحتلال الإسرائيلي و أخذ البعض ک رهينة، و أيضًا الهجوم على حفلة موسيقى الطبيعة الذي كان فيها شباب المستوطنين ولا نفرق بين المستوطن و الجندي في الكيان المحتل.

 

 

جاء رد إسرائيل على المدنيين في قطاع غزة بـ قصف بيوت العائلات المعروف أن بها أطفال و نساء و عجائز، فـ وصل عدد الشهداء بسبب الغارات على قطاع غزة حسب التقارير الأخيرة إلى 3200 شهيد و وصل عدد الجرحى إلى 11 ألف جريح يأتي معظمهم ما بين الأطفال و النساء، فـ الكيان الصهيوني لا يستهدف سوى المدنيين، ولا ننسى إستهدافهم لـ مدرسة بحر البقر عام 1970 في محافظة الشرقية بعد هزيمتهم من الجيش المصري في حرب الاستنزاف، و الذي استشهد على أثرها 69 طفل مصري.

 

 

و في مساء الثلاثاء الموافق 17 أكتوبر 2023، شهدت الإنسانية أبشع المجازر البشرية، حيث إستهدف العدو الصهيوني مشفى الأهلي المعمداني، مشفى لا يوجد بها سوى أطفال و نساء و الأطباء و الممرضين، مدنيين يعانون من الأمراض ظلوا الآن يعانون من الأمراض و الجروح و الحروق، لا يوجد سوى رائحة الدماء و الأشلاء في كل مكان، أكثر من 500 شهيد في قصف المشفى بينما الجرحى بالمئات، كيان غاشم محتل لا يستقوى إلا على المدنيين العُزل، قتلة الأطفال و قتلة الانبياء عبر العصور، أين مبادئ الغرب بالحفاظ على حقوق الإنسان، بينما يتم منع وصول جميع المساعدات إلى القطاع و أيضًا قطع المياه و قصف الطواقم الطبية مما أدى لانهيار القطاع الصحي في غزة.

 

بينما تعرض محيط مستشفى القدس للقصف الذي استشهد على اثره العشرات من النازحين الذين يحتمون في جدرانها، و قاموا بـ قصف مسيرة لسيارات الإسعاف الذي تنقل الجرحى على طريق الرشيد الساحلي، و تتوالى المجازر و تتوالى الجرائم مع سكوت حكام العرب و المجتمع الدولي و جمعيات حقوق الإنسان في العالم، غزة تُباد و تنهار أمام العدو الصهيوني الذي لا يفرق بين طفل او إمرأة او شخص أعزل، كما هددوا بـ القاء قنبلة نووية على غزة ليعلنوا بشكل صريح عن ارهابهم الذي لا حدود له.

ولا نرى سوى الدعم من الجانب الأميركي معنويًا و ماديًا و تمويل الجيش الإسرائيلي للحصول على أسلحة لمهاجمة المدنيين سواء بالقذائف او الفسفور الأبيض المُحرم إستخدامه دوليًا، من يُشجع على تلك الأفعال المُشينة؟ كيف يكون للمحتل أن يتحدث بدون وجه حق عن أحقيته في أرض عربية بها معالم مسلمة و مسيحية و عاش بها العرب و الانبياء منذ الألاف السنين، كيف يمارسون هذا و العالم يقف لا يرى ولا يسمع، هل هي إستمرارًا للحروب الصليبية؟ أم إبادة جماعية للفلسطينيين لأخذ فلسطين بـ أكملها و جعلها أرض لليهود و هدم المسجد الأقصى لظهور هيكل سليمان كما يزعمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى