فيما وراء الثلاثين، الحياة بالنسبة للرجل تبدو بسيطة ، والأمور لا تتسم بالتعقيد كما يدعّى البعض ..
حينما ينظر إلى مرآته الخاصة ، يكتشف العديد من المواهب التى لم يعرف أنها بداخله قديماً ، لتتحول حياته من حال لحال ، وما يُلفت انتباهه أكثر ما يكون ، تلك الخُصلات التى غلب عليها اللون الأبيض والتى تسللت داخل سواد الشعر ، فى تلك اللحظات يسأل نفسه السؤال الأكثر غرابة :
هل ما زال لدى الجاذبية القديمة التى كانت فى عهدى السابق قبلما تخترق مرحلة الثلاثين حياتى ؟!!
دوماً رجل تلك المرحلة يشعر بالتخبط وسوء تقدير للمواقف أحياناً ، فإذا به يترك غُصنه ويقف أعلى الشجرة على غصن آخر ، إنه يثبت لنفسه أنه جيد التحليق ليس أكثر .
إنه دوماً يعيش داخل دوامة التحديات فالحياة بقوتها تطحنه ما بين أسرة يكونها ويعيش لها ويحاول بقدر الإمكان أن يوفر لها اللاممكن ، ومن جانب آخر يجد أن عمره يذهب وقد يقل الاهتمام به شخصياً .
قد ينسى أن يمارس هواياته ويكمل انطلاقاته كما كان فى عمره الماضى ، إنها صراعات داخلية وثورة عارمة لا يوقفها سوى عقل حكيم ، وقلب معتدل ، وفكر إيجابى.