تحقيقات وتقارير
أخر الأخبار

انقراضات أخلاقية

 

هناك سؤال يطرح نفسه في ظل الكم الهائل من الثقافات المتوارثة و العوالمه الثقافية المتداخلة من جميع أنحاء العالم

السؤال هنا أين ذهبت العادات والمعاملات الأخلاقية والإنسانية؟!
لقد مرت المجتمعات في العشرين عاما الماضية بحالة انقلاب للمعايير الأخلاقية، وللأسف لعبت السينما والدراما دورا مخربا، في إعلاء قيم البلطجة، والجهل، والصفاقة، والقبح، لقد تم تسويق نموذج البطل الذي لا يهزم، بطل لا يملك إلا البلطجة والقتل.

مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وكثافة وسهولة استخدامها بين مختلف فئات المجتمع،برزت على السطح الكثير من التأثيرات.

حين تحدث المفكر الكبير الراحل محمد عابد الجابري، في كتابه “نقد العقل الأخلاقي العربي” باعتباره الجزء الرابع في مشروعه الطموح نقد العقل العربي.

أشار الجابري، إلى نقطة شديدة الأهمية، كثير من المؤثرات الخارجية أثرت في منظومة الأخلاق العربية، منها المؤثر الفارسي وتجلى في قيمة الطاعة، والعقل الإغريقي وتجلى في قيمة السعادة، أما العقل الأخلاقي العربي فتجلى في قيمة المروءة وهذا يكفي، والعقل الأخلاقي الإسلامي تجلى في قيمة العمل الصالح وهذا يكفي.
فكيف لنا أن نتمسك بأهم قيمتين في عقلنا الأخلاقي العربي والإسلامي، المروءة والعمل الصالح.

ما تكشفه لنا مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد لنا أن هاتين القيمتين تبخرتا، ضاعتا فما عادت هناك مروءة بالمعنى المتعارف عليه، وما عاد هناك عمل صالح بالمعنى الذي يكفي

فالجواب على السؤال الذي تم طرحه في المقدمه ، هي العولمه الثقافيه والغزو الدرامي والسينمائي لهم اليد الكبري في طمث التراث الثقافي والأخلاقي التي نفتقدها الأن .

وعلى الرغم من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها وتأثيرها الواسع، إلا أنه ظهرت العديد من المشکلات الأخلاقية في استخدامها، وفي التعامل مع الآخرين من خلالها، والتي تستلزم التدخل للحد من تلک الأخلاقيات.

وفي الحقيقة أن تلك الأخلاقيات تاخذ منظور داخلي وخارجي ، بمعني أن المتلقي للاخبار والمعلومات الثقافات المختلفة يتأثر بها وبالتالي يأثر عليه من خلال تعمله من ذالك المنظور

وإذا كانت الأخلاق هي مجموعة القيم التي يعتبرها الناس جالبة للخير وطاردة للشر، فعلى الجميع خصوصا المؤسسات في الدولة أن تعيد تدريس مادة الأخلاق في مدارسها، وأن تتدخل بحكمة العاقل لا بمقص الرقيب في متن الرسالة الدرامية والإعلامية التي تقدم على تلفزيوناتنا وإعلامنا و”درامتنا” والسينما أيضا ونفس الأمر بالتأكيد بعالم الانترنت .

مما لا شك فيه أن علاج تلك المشكلات الاخلاقيه تكمن فى الحل التربوي والديني معا ، فالدين منبع الاخلاق ، وأساس الاخلاق الدين ، فعلينا جميعا مع المؤسسات التعليمية والتربوية المسؤوله بث تللك الأخلاقيات المنقرضة من آخره حتي يمكننا إنقاذ ما يمكن إنقاذه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى