أخبار مصر

شيخ المجاهدين و أسد الصحراء عمر المختار

كتب : دينا عبدالله

 

من أبرز المقاومين العرب ضد جيوش الإحتلال وقائد الإحتفال الشعبي الليبي شيخ المجاهدين وأسد الصحراء الرجل الشجاع ذات القيمة والمكانة العالية إنه رمز من رموز الشجاعة والمقاومة دفاعاً عن الوطن الليبي إنه عمر المختار .

 

يدعى عمر بن مختار بن عمر  بن منفى الهلالي ، وولد سنة 1862 في قرية زاوية جنزور اقليم برقة بشرق ليبيا.

توفي والده أثناء رحلته عند قيامه بفريضة الحج وتركه وهو طفل مع وصية لأخيه الشيخ حسين الغرياني بأنه يهتم بأطفاله الإثنين عمر ومحمد وبالفعل يقوم عمهم حسين بتعليم الأطفال في كتاب للقرآن الكريم بالزاوية

ثم ينتقلوا مع الشيخ في واحة الجغبوب مقر الدعوة السنوسية  ، السنوسية هي حركة إصلاحية ذات طابع إسلامي توجد في ليبيا والسودان تأسست في مكة عام 1837 وتأسست في ليبيا عام 1843 في مدينة البيضاء ، وتميزت هذه الحركة عن غيرها من الحركات الإصلاحية الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بوسائلها وأهدافها الأكثر عمقًا وفاعلية، ويرجع أصلها لسلالة الأدراسة الذين حكموا المغرب في القرن التاسع. وعمت مراكزها الدينية شمالي أفريقيا والسودان الرأي الأخضر ، وبعض البلدان الإسلامية الأخرى.

وفي خلال ثمانية أعوام وهي مدة دراسة عمر المختار في معهد الجغبوبي وهو تعلم في المعهد الفقه والتفسير والدعوة.

انتشر بين الناس ومشايخ السنوسية بسيرته الحسنة وصفاته العليا من أخلاق ورذانه وحكمة وعقل راشد وتدين وفضلاً عن البيئة التي عاش فيها تعلم طرق وعلاج فض الخصومات والنزاعات البدوية وأصبح خبيراً في معرفة الطرق الصحراوية وخلال تلك الفترة لمح زعيم الحركة السنوسية الشيخ محمد المهدي ذكاه وفطنته .

علم الزعيم السنوسي أن هذا هو الوقت المناسب لإستغلال مهارات عمر المختار لذهاب مع الرحلات والقوافل بين السودان وليبيا .

وفي ذات يوم سنة 1895 حدث شئ غريب خلال رحلة من رحلات القافلة وهو وجود أسد يهاجم القافلة فقرر جميع أفراد القافلة بأن يجلسوا حتى يذهب الأسد من هذا المكان في حين كان رآي عمر المختار  مختلفاً حيث أنه هاجم الأسد وقتله ورجع برأس الأسد للقافلة لذلك أطلق عليه أسد الصحراء .

وكانت هذة الحادثة مجرد بداية لأمور ستغير حيات الرجل الشجاع للأبد بعد حادثة الأسد الشهيرة  تم تعين عمر كشيخ (لزاوية عين كلك) في السودان كنائب عن محمد المهدي زعيم السنوسية.

وبعد عودته لليبيا سنة 1897 شغل منصب شيخ لبلدة تسمى زاوية القصور في الجبل الاخضر ولقب بسيدي عمر المختار ،وهذا اللقب كان لشيوخ الحركة السنوسية حتي سنة 1090 مع دخول فرنسا لتشاد التي تقع على الحدود الليبيا لكي تحتلها ، فقرر عمر هو 4000 من السنوسية للتوجه إلى منطقة لتشاد للمقاومة ضد الإحتلال واستمر هذة المقاومة عامين.

توفى الشيخ محمد المهدي السنوسي فرجع عمر المختار لالبرقة ولمنصبه كشيخ لبلدة زاوية القصور وأثناء عودته رحبوا به العثمانيين الذين كانوا يحكمون البلاد خلال تلك الفترة( 1900_1908).

 

قام عمر ، ورجاله بمقاومةالإحتلال البريطاني على مصر وعمل هجمات شرسة على المحتل من خلال الحدود بين مصر وليبيا في منطقة كل من ( السلوم ، بردية ، أمساعد ).

في سنة 1908 كانت أشد المعارك بين الحركة السنوسية والإحتلال البريطاني التي أدت إلى ضم بلدة السلوم للأراضي المصرية بعد ضغط من قبل الإحتلال على الدولة العثمانية.

في 1911 تعلن إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية ودخلت قوتها للأراضي الليبية وهددت الحامية التركية بتسليم أراضيهم للإيطالين إلا سيتم تدميرهم فوراً من قبل بلدتين طرابلس وبنغازي مما أجبر الدوله العثمانيه بالإنسحاب للريف بدل الإستسلام  وعلي الفور تقوم بريطانيا بقذف المدن الليبيا لمدة ثلاث أيام.

من هنا بدأت سلسة المعارك بين المستعمر الإيطالي وبين المقاومة الليبيا في برقة بقيادة أسد الصحراء عمر المختار حيث كان يبلغ من عمره 53 سنه فكان عمر يخطب في الناس ويحثهم على الجهاد ضد الإحتلال وبدأ بجمع 1000رجل ثم أسس أول معسكر تدريبي في منطقة الخروبة ثم ينتقل لرجمة لكي ينضم له عدد من الجنود من الجيش العثماني وفي ظل ذلك يحدث حادثة غير متوقعة لتقلب الحسابات وهي حروب البلقان التي كانت تهدف إلى الإستلاء على الأراضي العثمانية في أوروبا فيجبر العثمانين علي عقد معاهدة سلام الجيش الإيطالي وسحب الجنود العثمانين من الأراضي الليبيا.

ليصبح عمر المختار يحمل لواء المقاومة بمفرده حتي يرجع الزعيم السنوسي أحمد الشريف من مصر ويستلم قيادة الجيش من عمر ويتم فتح المجال لعمر ان يقود الهجمات  بنفسه ضد الإحتلال.

وأول هجمات عمر كان في منطقة درنة وفي هذة المنطقة وقعت أعنف الهجمات بينه وبين هذة المنطقة.

ومن أشهر الهجمات يوم الجمعة التي حدثت في 16مايو 1913 واستمرت ليومين وانتهت بمقتل 70جندي بريطاني وإصابة حوالي 400

وفي نفس السنة يوم 6أكتوبر حدث معركة بوشمال في منطقة عين ماره وأستطاع عمر وجنوده يكبدوا الجيش البريطاني خسائر فادحة وبعدها يحدث معارك أخرى مثل أم شخنب وغيرها من المعارك.

وكانت الغارات التي يقوم بها عمر تتنقل بين نقطتين زاوية القصور وتكنس وكانوا يتبعوا أساليب حروب العصابات والكماين لكي يتغلب على فرق الأعداد بين جيشه وجيش العدو وعدد جيش لا يزيد عن 1000رجل والغارة فيها من 100_ 300راجل مسلحين ببنادق خفيفه والفرق رهيب من حيث قلة الجيش الليبي وعدد الجيش المحتل ولكن المقاومة كانت صامدة لفترة كبيرة جداً.

تولى موسولين الحكم الإيطالي في عام 1922 أمر بإتباع أسلوب جديد في الوضع الليبي ، فقام يتعين حاكم عسكري جديد وهو بيترو مادوليو حيث أنه قعد مع عمر المختار وعرض عليه شروط التفاوض بأنه يستسلم ويترك المقاومة وليبيا ويستقر  في مصر أو في الحجاز فرد قائلا : “هذة ليست بلدكم ولا حق لكم فيها ” فكان جوابه الرفض الشديد .

قرر أن يستمر في المقاومة حتى النصر أو الشهادة ،فغضب مُوسولين غضبً شديد حتى تبدأ المسارات تتغير وتغير كل شيء.

 في سنة 1928 إيطاليا تختار جنرال من أعنف الجنرالات الحربين وأكثرهم دمويه هو يسمى  رودلفو وتم تعينه كحاكم عسكري في ليبيا وبدأ بخطة قاسيه و بمنتهى الوحشية والإجرام في حق الشعب الليبي .

 

تبدأ الخطة بأمر غلق الحدود بين مصر وليبيا بأسلاك شائكة كي يقطع عن المجاهدين الإمتداد والإسلحة التي كانت تأتي من مصر كما أنه قطع جميع الطرق والوسائل التي من خلالها تقوم الإهالي داخل ليبيا بإعطائها للجيش المقاوم .

 

وعمل محاكمة صورية في الشوارع لتنفيذ إعدمات بمنتهى القسوة في حق شعب بيدافع عن أرضه ،وفرض حصر شديد على رجال عمر في الجبل الاخضر وكان بالمقابل مقاومة شديدة من قبل رجال المقاومة حتى قال عنهم موسوليني اننا نحارب أسوداً في مقولته الشهيرة وقال أيضاً أن الحرب سيكون طويلاً 

 

وفي أحد الإشتباكات في أكتوبر سنة 1930 إستطاع الإيطالين أنهم يجدوا نظارة عمر المختار وأيضاً الخيل فقال الإحتلال لقد وجدنا النظارة والخيل وغدا سنأتي برأسه وللأسف استطاعوا القبض على عمر المختار وتم نقله لبنغازي في سجن الشيخ عمر  في 15/سبتمبر /1931 تم إصدار حكم الإعدام على شيخ المجاهدين عمر المختار بعد محاكمة صورية هزليه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى