تحقيقات وتقارير

ذكرى رحيل مصطفى محمود..صاحب العلم والإيمان والباحث عن الحقيقة

في مثل هذا اليوم في ال 31 من أكتوبر عام 2009، رحل عن عالمنا العالم والمفكر المصري الكبير مصطفى محمود، واحد من أبرز المفكرين في القرن العشرين.

مصطفى محمود، عندما تسمع هذا الاسم تتذكر برنامج العلم والإيمان، في سهرة الاثنين في تمام الساعة التاسعة مساءً على التليفزيون المصري، مع بداية الناي الحزينة، ليظهر على الشاشة بنظارته ذات العدسات الواسعة، وبأسلوبه الهادئ والمميز، ليتحدث بالعلم والحكمة ويتأمل في الكون بأسره، ويتحدث في السياسة والأدب والثقافات والطب والعلوم والدين، بعد مدة بحث عن الله دامت لمدة 30 عاماً، أثمرت عن شخصية أثرت في المجتمع المصري والعربي لسنوات.

وقدم مصطفى محمود خلال برنامجه العلم والإيمان 44 حلقة، ويذكر أن البرنامج تعرض لأزمة مالية في بدايته وكاد أن يتوقف، إلا أن علم رجل من رجال الأعمال المصريين فقام بإنتاج البرنامج على نفقته الخاصة.

كان محباً للبحث والعلوم من صغره، فكان يصنع المبيدات الحشرية في منزله ويقتل بها الحشرات ويقوم بتشريحها، وعندما تخرج من كلية الطب اشتهر ب “المشرحنجي” نظراً لوقوفه كثيراً أمام جثث الموتى يتأمل أسرار الحياة والموت ومابعدها.

لم يلحد مصطفى محمود كما قيل عنه، فلم ينكر وجود الله بشكل مطلق أبداً، ولكنه سلك مسلك الوصول إلى الحقيقة الوجدانية الكاملة عن طريق العقل والعلم، لتعميق إيمانه الداخلي بالله تعالى عن طريق العلم والمنطق، فترك لنا مؤلفات عظيمة ناتجة عن رحلة بحثه تلك مثل :”حوار مع صديقي الملحد، لغز الحياة، التوراة، رحلتي من الشك إلى اليقين، وغيرها”.

خلال مسيرته العلمية ألف 89 كتاباً، كما أنه بنى مسجداً باسم “مصطفى محمود” من خلال أول عائد مادي له من كتابه الأول “المستحيل”.

وبدأت حياته تغير مسارها نحو العزلة والإكتئاب والمرض، عندما وقع في مأزق رأيه عن شفاعة الرسول، عندما قال أن الشفاعة تضييع للعمل والإجتهاد، وأنها تعني الإتكالية والوساطة على شفاعة الرسول، مما أدى إلى هجوم الكثير عليه من المشايخ والجمهور، فاصيب بإكتئاب شديد وانقطع عن الكتابة، وأصيب بجلطة، وفى عام 2003 انعزل عن الناس نهائياً وصار وحيداً.

وفي 31 اكتوبر 2009، رحل الدكتور مصطفى محمود عن عمر يناهز ال 88 عاماً بعد رحلة مع المرض والعزلة، وشيعت الجنازة من مسجد بالمهندسين وسط غياب وسائل الإعلام والمشاهرين، ومسئولي الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى