مقالات وآراء

متلازمة الحسد!

 

” قد يجد الجبان حلولاً عديدة لمشكلته ، و لكن لا يعجبه سوى حل واحد منها : الفرار .”

(أرسطو)

 

فإذا أردت النظر في أبعاد مشكلةٍ ما، فعليك بالبحث في الوقائع والأساليب التي تؤدي إلى حدوث تلك المشكلة، ومن ثم البحث عن الحلول السليمة، فكلما أردت الوصول إلى غايتك وجب عليك اتباع الواقع دون غيره، وعليك الإعتراف بخطأك أولاً..كي تجد حلاً.

 

ولكن يا ترى أيوجد لدى الناس فكر التعامل مع المشكلات، أم أنهم يركنون إلى سبل أخرى هروباً من المسؤولية؟!

 

للأسف الغالبية العظمى من الناس ليس عندهم جرأة البحث والتحليل وشجاعة الإعتراف، فيخرجون الأمور عن إطارها الصحيح تحت ما يسمى بالحسد.

 

والحقيقة أنهم جعلوا من الحسد “شمَّاعة” يعلقون عليها أخطائهم بدلاً من مواجهة أنفسهم بالخطأ الحاصل.

 

هؤلاء تتحد عندهم الأسباب جميعها في سبب واحد وهو العين الحاسدة

وهذه معادلة ثابتة عندهم لتبرير الفشل الواقع

 

رسب الولد .. إنه محسود!

فقد وظيفته.. إنه محسود!

جُرح الطفل.. إنه محسود!

إلخ…………

 

عزيزي المحسود!

ولدك الذي رسب كان تقصيراً منك في الإشراف على دراسته،

ربما وظيفتك الضائعة سببها إهمالك،

حتى إصابة طفلك فإنها تنبع من عدم مسؤولية.

 

عليك الإعتراف بالإهمال والتقصير بدلاً من المماطلة فلا تلقي اللوم على برئ ولا مجهول.. فقط حاسب نفسك أنت.

 

فتلك الأمور التي اقتنعت أن زينتها هي من أغرت العين الحاسدة، في الحقيقة لو كانت جميلة في الأصل لدامت ولمع بريقها.

 

ولا نقلل أبداً من قيمة الحسد وإنما نؤمن ونصدق،حتى الحسد وضع الله علاجه بالأذكار والتحصينات الشرعية، ولكن ما نتناوله أن لا نحمل كل أخطائنا على عاتق الحسد وأخطائنا السبب.. والحسد برئ.

 

أعزائي.. دعكم من الخرافات والحجج الواهية.. اعترفوا بأخطائكم بسعة صدر وأصلحوها بشجاعة وصبر ومسؤولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى