مقالات وآراء

شكرًا … صاحبة الجلالة

 

بقلم: د. حسين مصطفى العبو

 

هل فكّرتَ يومًا في توجيه كلمة شكر إلى صاحبة الجلالة التي نقشت إبداعاتها وإنجازاتها بحروف من نور على جدران الزمن؟

هل فكّرتَ يومًا في تقديم يد العون والمساعدة إلى صاحبة الذوق الرفيع والمقام العالي التي كابدت كثيرًا من أبنائها قبل أعدائها؟

عزيزي القارئ، ألا تستحقُّ لغتنا الحبيبة الاهتمامَ والرعايةَ والدفاعَ عنها في وجه كلّ مُغرِضٍ يحاولُ النَيْلَ من مكانتها، والتقليلَ من دورها الريادي؟

تأمّلْ قليلًا في مكانةِ صاحبة الجلالة التي شرّفها الله -سبحانه وتعالى-بأنّ تكون لغة القرآن الكريم الذي أنارَ قلوبَ التائهين بفصاحته وجمال قصصه وعظيم بيانه.

انظر حولك جيّدًا، حاسبْ نفسَك واعترف بأنّنا مقصّرون في حقِّ لغتنا الحبيبة، وأنَّ الغريبَ قد سبقنا في هذا المضمار، فأعطى صاحبة الجلالة بعضَ حقوقها، حين فُتِنَ بجمالها الأخّاذ، وتغنّى بكنوزها المعرفيّة وثرائها العلميّ، كما فعلت الألمانيّة ” زيغريد هونكه”، حين مدحت اللغة العربيّة بقولها: “كيفَ يستطيعُ الإنسانُ أن يقاومَ جمالَ هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟”.

ولا يغيبُ عن الأذهان حديثُ الإسباني ” فيلا سبازا” عن الدور الريادي للغة العربيّة في قيادة الفكر والعلوم بنوع من الرّقي والعظمة، حيث أثنى عليها قائلًا: “اللغة العربيّة من أغنى لغات العالم، بل هي أرقى من لغات أوروبا؛ لأنّها تتضمّن كلّ أدوات التعبير في أصولها، في حين الفرنسية والإنجليزية والإيطالية وسواها قد تحدّرت من لغات ميتة، وإنّي لأعجبُ لفئةٍ كثيرة من أبناء الشرق العربي يتظاهر أفرادها بتفهّم الثقافات الغربيّة ويخدعون أنفسهم ليقال عنهم أنّهم متمدّنون!!!”.

عزيزي القارئ، لغتنا الحبيبة تستحقُّ الثناءَ والتقديرَ والدفاعَ عنها في كلّ المحافل، فكنْ عونًا لها وابنًا بارًّا بها، ولا تبخسها حقّها، ولا تقلّلْ من أهميتها، وافتخرْ بها دائمًا، وقلْ من أعماقِ قلبك: شكرًا … صاحبة الجلالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى