مقالات وآراء
أخر الأخبار

لتسكن القصيدة مظفر النواب

 

وداعاً يا من ذكرت أصابحُ الليلَ مصلوباً على أملٍ أنْ لا تموتَ غريباً ميتةَ الشبحِ” “فكان حلم بين عينيك زرعته حرم تستمد منه عودتك ذات صباح لكنك ترجلت عن صهوة الحياة فارسا لم تستسلم للقهر يوما أعوامك.
ها قد فارقنا اليوم تاركا حلم القصيدة صماء ترثي حالنا وحال حكام الهوية والقرار قد ترجل غريبا من منفاه إلى مملكة الخلود، ويا لقدر سن رحيله بعيدا عن وطن ناجاه ميت في ربوعه كل مساء، هل ناجيت طيف الحقول مظفرا كي لا تموت غريبا
دون وطن ترجوه مسكنا ومدفنا وكأن حلمك الحزين مات على أدراج بابل بلا رجاء حين خاطبت منفاك داعيا” مال الموت لم يعطك حقا للعودة فزحفت إليك طيور الموت لتأخذ وديعتها بلا انتظار لعودتك ذات صباح.
قد سرق الموت أمنيتك بلا موعد لم يمهلك مرارة الرجاء فكان صراع حزين مع مرض لم يعطك حلم الرجوع مثل كل فارس متوج يحلم أن ينام أبدا في سحر بلقيس قبل أن يُسرقْ النهار.
عشت حرا بين أبيات شعرك متنقلا بين عواصم الدهر بلا قيود، ثائرا على حروف الظلم
من بيروت إلى دمشق فكان منفاك في إمارة الحلم آملا العودة إلى مدينة الشعر المسلوب، يا بلقيس هل رثيت قصائده عودة وتذكارا، وهل نازعتك نفسك في الخلد شوقا بين قصائد الكرك تنتظر بلهفة عودته حرا بلا رحيل لفارس رضع الشعر فتيا من ثدي أمه فسكنت القصيدة منزلا دون سواه فكان بيت الشعر موطنة ومسكنه، قد سجل الموت حضوره على دفاتر الغائبين، سوف تشتاق لك القوافي حين تبث شوقها عارية إلا من سحر السجود على أطلال مدينة الحب حميث صلب العراق مجد عودته على أعتاب سحر بلقيس واحتضرت برحيلك آخر معاقل الشعر الكبير فمن يرثي الآن حال أمتنا وقد بات ليل الشعر لفقدك حزينا.

بقلم / زيزي ضاهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى