مقالات وآراء

أللات و عزة و مانت

أغيب كثيرا و أعود قليلا، أغيب قليلا…و أعود كثيرا .
هكذا …أنا ….مسافرة بين كل شيء و لا مكان لي.
أعود و قد سكن في شتاء ممطر بارد ، يزحف في بكل العواصف ،ألين فيه أحيانا و أتجمد أخرى ..أقشعر من البرد .و أبكي تتجمد دموعي كالجواهر تنزل من عيوني أحجارا ….أصيح أريد شيء ليدفئني. ..أبحث عن معاطف قصائدي… تأتيني مهرولة بها الرياح ،تقذفها في وجهي.
أصيح ،تبا يا أيتها الرياح تبا عليك…أغربي عن وجهي .
أنا متجمدة. .. قدماي باردتان و كأنهما حجارة ضخمة لا أقدر على حملهما .
خسارة …و ماذا بعد ….!!!
لقد تمزقت بواقع الجليد … إنه فصل شتاء عنيف قوي على شاعرة مرهفة الحس ،شاعرة تحب الدفء…و تحب القصائد الساخنة بالحب الدافئة بالمشاعر .
دائما كنت أخشى فصول الشتاء الطويلة ،كنت أخشى ألوانها الداكنة القوية ، كنت أخاف صوت الرعد و زمجرة العاصفة و صياح الريح في وجهي…متعبة أنا لحد النهايات ،و هزيلة جدا فمعاطفي تظهر هيكلي العظمي …لقد هزلت و لم أستطع جمع جلدي.
متعبة ..و ليل الشتاء طويل ،لا تنفع فيه قصص ألف ليلة و ليلة ،لأتها لا تدفئني بثاتا
حتى تلك السجائر على الطاولة تأكل بعضها بعض ، و القهوة بدورها بردت … تجمدت كذلك…كل شيء تجمد.
نعم ،أنا جبانة أمام فصل قارس ،فصل لا رحمة فيه ، الدرجة تحث الصفر ،و أنا قطعة ديكور مجمد في فصل شتاء لا يكثرت بي
حتى ،تلك القصائد الملعونة لا تقدر صده و لا رده ،قصائد تشبه أصنام الكعبة ،تشبه اللات و عزة و منات، جامدة صنمية حجارة ،لا ترد علي البرد ،وا خسارتاه . لقد آمنت بها و رجوتها أن تقيني لفحة البرد
تبسمت و لم ترد علي…لم تستطع ،البرد لعب لعبته الأخيرة معها …قصائد مجمدة.

النار هربت من موقدي و لا دفء ، بالكاد أنا أتنفس ،أتنفس هواءا متجمد بارد ….يتصاعد مني تاني أوكسيد الكربون سخن أحسه حينما يخرج مني يخارا. زفيرا…أنا ميتة مع إيقاف التنفيذ.
ينهشني الصقيع و بين أوراق بيضاء ،أصير بيضاءا مجمدة ،أظن نفسي أنني جثة لكن مازال في شيء يتحرك ينبض ،نعم مازلت حية هنا أصيح بدون أن أتحرك أنا حية حية حية.
حينها تتحرك روحي و يتذفق الدم في عروقي .أستفيق جامعة ما تبقى مني أحيانا…أستعد في حبة خردل للٱنبات في فصل ربيع قادم حالم بالخصرة بالفرح بالحياة ، فصل زاهر ممتع حيث حينما تمر القصائد تزهر روحي…
تشتاق روحي إلى الشمس ،إلى الدفء إلى الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى